أتشيربي.. قاهر السرطان وقاتل برشلونة

في ليلة أوروبية لا تُنسى، وعلى أرضية ملعب جوزيبي مياتزا في ميلانو، خطف المدافع الإيطالي المخضرم فرانشيسكو أتشيربي الأضواء، ليس فقط بهدف قاتل أعاد إنتر ميلان إلى المباراة، بل أيضًا بقصة إنسانية تجسد معنى التحدي الحقيقي.
في الدقيقة الثالثة من الوقت الإضافي للمباراة، وبينما كان برشلونة يستعد للتأهل إلى نهائي دوري الأبطال، تقدم أتشيربي لمنطقة جزاء بلوجرانا ويسجل هدف التعادل، ويكتب فصلاً جديداً في حكاية إنسانية يجب أن يعلمها الجميع.
من غرف العلاج إلى ساحات المجد
قبل أكثر من عشر سنوات، لم يكن أحد يتوقع أن المدافع الإيطالي سيقف يومًا في هذه اللحظة. في 2013، وبعد انتقاله إلى ساسولو، اكتشف الأطباء ورمًا أثناء فحص روتيني. وأجرى عملية جراحية ظن أنها النهاية، لكن القدر كان يُخبئ له اختبارًا أقسى، تمثل في عودة السرطان بعد أشهر قليلة.
لكن أتشيربي لم ينكسر. خضع للعلاج الكيميائي، خسر بعضًا من قوته الجسدية، لكنه لم يفقد أبدًا شجاعته أو إصراره. وبعد رحلة شاقة مع المرض والعلاج، عاد إلى الملاعب في نهاية 2014، ليواصل مسيرته دون أن يطلب تعاطفًا أو شفقة.
مدافع بمواصفات استثنائية
طوال مسيرته، لم يكن أتشيربي مجرد مدافع صلب، بل كان مثالًا للثبات والانضباط. لعب لعدة أندية في إيطاليا، منها ميلان، لاتسيو، وأخيرًا إنتر، حيث أصبح قطعة أساسية في دفاع الفريق رغم تقدمه في السن.
لكن ليلته ضد برشلونة حملت نكهة خاصة؛ لم يكن هدفه في الدقيقة 90+3 مجرد تعديل للنتيجة، بل رمزًا للبقاء والإصرار، وتجسيدًا عمليًا لعبارة “الأبطال لا يموتون، حتى في أحلك اللحظات”.
بطل حقيقي داخل وخارج الملعب
بعيدًا عن المستطيل الأخضر، يستثمر أتشيربي تجربته في التوعية بمرض السرطان، ويشارك بقصته في حملات التوعية والتشجيع على الكشف المبكر. في كل مقابلة صحفية تقريبًا، يُصر على تذكير الناس بأنه نجا من معركة كان يمكن أن تنهي كل شيء، وأن القوة لا تقاس بعدد الأهداف، بل بعدد المرات التي تنهض فيها من السقوط.
ويأمل أتشيربي في التتويج مع فريقه باللقب الأوروبي الأول في تاريخه ليكون بمثابة التعويض الأكبر عن كل ما عانى منه خلال فترة مرضه.