بعد سنوات طويلة منذ خروجه من مصر لبدء رحلته الاحترافية في بازل مرورا بتشيلسي وفيورنتينا وروما والانتهاء في ليفربول .. لم يظهر النجم العالمي محمد صلاح بشكل أسوء مما يقدمه هذا العام وتراجعه الرهيب في المستوى والاداء ففي أسوء أحوال صلاح من قبل كان أفضل من هذا بكثير.
الجميع هنا في مصر وهناك في انجلترا وبالتحديد في ليفربول يتسألون أين أختفي محمد صلاح أين هي صولات وجولات الفرعون التي كان يقدمها كل أسبوع في البريميرليج دون توقف سواء امام الفرق الصغيرة او حتي الكبيرة.. ماذا حدث لقاهر الأرقام القياسية الذي منذ يومه الأول وهو كل يوم يسعي للتطور والوصول إلي اقصي درجات القمة؟!
منذ بداية الموسم نتابع ونعرف ان صلاح ليس بصلاح الذي نعرفه جميعًا ولكن الشكوك تحوم دائما ويتم تأخير الاعتراف جولة تلو الأخري والامل في عودت توهج الفرعون حتي جاء يوم أمس الذي واجه فيه ليفربول فريق آرسنال في قمة إنجليزية نارية ولكن ما قدمه صلاح كان أسوء حتى من اسوء مبارياته هذا العام .. فمن الممكن القول ان صلاح لم يحضر المباراة أساسًا ولم يكن في الملعب وهو بلا شك كان سببًا في استبداله مبكرًا في الشوط الثاني.
كرة القدم رغم انها لعبة بلا منطق وكل شئ وارد فيها ان يحدث ولكن ايضا يمكن تحليلها بالمنطق.. وللبحث عن إجابة لماذا حدث كل ذلك للمو فمن الممكن ان تنحصر الأسباب في 5 عناصر :
-مستوى ليفربول العام
بلا اي شك يعد مستوى ليفربول بشكل عام هذا الموسم من أسوء مواسم يورجن كلوب مع الفريق منذ توليه المهمة.. ومازال هناك نواقص عديدة في الفريق وقلة جودة بعض اللاعبين وغياب وجود البديل الكفء وكبر سن بعض العناصر و وعونة البعض الاخر.. هذا بالإضافة إلي كثرة الاصابات التي ضربت الفريق مؤخرا وخطفت العديد من نجوم الفريق.. كل هذه الاسباب ادت الي انهيار الريدز .. وصلاح ليس خارق وجزء من المنظومة ككل وهذه الاشكاليات في الفريق تؤثر علي مردوده في الملعب.
-رحيل ماني
يعد رحيل ماني ضربة موجعة لليفر بل ومن الممكن ان يطلق انه يصعب تعويضه وفشل ليفربول في ذلك بالفعل بالرغم من وجود دياز والتعاقد مع داروين كل ذلك لم يفلح في تعويض رحيل النجم السنغالي .
وجود ماني في الملعب كان مفيدًا فنيًا وتكتيكيًا لصلاح وكان يخفف عليه ضغط المدافعين وشكل الثنائي قوة هجومية ضاربة.
ولكن من ناحية أخرى لن تكون هذه الأزمة هي الأكبر ولكن الأهم ان ماني كان يزيد من نهم صلاح وشغفه في وسط الصراع علي لقب نجم الفريق الذي كان حائرًا بينهما .. فمن الممكن ان نطلق ان ماني كان اكبر محفز ودافع لصلاح لمواصلة التألق .
-الشغف
الانسان بلا شغف لا يعمل ولا ينتج .. ربما يكون الشغف وتجديده هو أهم اسرار اساطير اللعبة لانهم لا يتوقفون وهذا امر صعب .
واجه صلاح العديد من الازمات في حياته الكروية واستطاع التغلب عليها ولكن بالنظر للموسم الماضي فقد خسر كل شئ وبشكل درامي .. لقب أوروبا بالخسارة من مدريد في النهائي للمرة الثانية و لقب الدوري الخسارة في أخر جولة بفارق نقطة عن السيتي و ضياع أمم أفريقيا بركلات الترجيح أمام السنغال في النهائي وبعدها بأيام تضيع تذكرة المونديال بنفس سيناريو أفريقيا من نفس المنتخب وبنفس الطريقة كل تلك الضربات قادرة علي انهاء شغف اي لاعب كرة مهما كان نجمًا.
-طريقة اللعب
ربما يكون هناك جزء مختص بيورجن كلوب وتخطيطه وكيفية الاستعانة بصلاح في الملعب .. فرغم لعب صلاح بشكل دائم كجناح أيمن الا انه في ليفربول و حتي في المنتخب يكون له دور قوى في العمق الهجومي ولا يقتصر دوره علي الطرف .. هذا الموسم الوضع مختلف نسبيًا ونري ان الفرعون ملازق لخط التماس دائما وهو سر أخر ابعد صلاح عن التهديف لانه ابتعد عن المرمي.
-العمر
المقولة الشهيرة “الجسد لا يرحم” واقع ملموس في عالم كرة القدم فابن العشرين لم يعد كذلك وبات صلاح الان في الثلاثين .. ربما يكون هذا السبب هو أقلهم تأثيرًا علي مو لانه من اللاعبين المميزين بدنيًا ويهتم دائمآ بتطوير نفسه في هذه الجزئية تحديدًا ولكن مع الوقت واذا استمرت الظروف هكذا ستقلل أكثر من قدرات صلاح.
