الفراعنة والحلم بتكرار إنجاز 2001.. تاريخ مشاركات مصر في بطولة العالم لكرة اليد
وتُعد مصر من أقوى فرق القارة السمراء على مدار تاريخ اللعبة
تنطلق النسخة 28 من بطولة العالم لكرة اليد بعد أيام قليلة في دولتي بولندا والسويد، وتستمر المنافسات خلال الفترة من 11 يناير الجاري وحتى التاسع والعشرين من الشهر ذاته.
وتقام المباريات في 9 مدن مختلفة (4 في بولندا و5 بالسويد) بمشاركة 32 منتخبا، وستشهد النسخة الحالية المشاركة رقم 17 للمنتخب المصري في تاريخ البطولة.
وتُعد مصر من أقوى فرق القارة السمراء على مدار تاريخ اللعبة، وتمكنت من تحقيق العديد من النجاحات الدولية، وكان للفراعنة جيلان ذهبيان، الأول خلال الفترة ما بين 1991-2001 والآخر بدأ منذ 2019 ومستمر حتى الآن.
الظهور الأول
المشاركة الأولى لمصر في بطولة العالم كانت بالنسخة الخامسة، ولُعبت في تشيكوسلوفاكيا عام 1964، وخسر الفريق المباريات الثلاث التي خاضها أمام السويد والمجر وأيسلندا، واختتم المنتخب المنافسات بالمركز الخامس عشر وقبل الأخير.
أول فوز واستمرارية المشاركة
عاد الفراعنة للغياب من جديد عن التواجد لمدة 7 نسخ متتالية، قبل أن يظهرون مرة أخرى عام 1993 في السويد، بعد أن بدأت مصر في تطوير اللعبة وبناء جيل جديد قادر على تحقيق أحلام عشاق كرة اليد المصرية، وحقق المنتخب أول فوز تاريخيا بالمسابقة على تشيكوسلوفاكيا في المجموعة الأولى ومن ثم التأهل إلى الدور الثاني، وأنهى الفريق البطولة في المركز الثاني عشر.
وشاركت مصر للمرة الثانية على التوالي في بطولة أسيلندا 1995، وفاز الفريق بثلاث مباريات في الدور الأول على البرازيل والكويت وبيلاروسيا لحساب المجموعة الرابعة وخسر من السويد وإسبانيا.
وحقق الفراعنة المفاجأة في لقاء ثمن النهائي بالفوز على رومانيا بطلة العالم أربع مرات، ويصل الفريق للمرة الأولى لربع النهائي قبل الخسارة أمام كرواتيا، وجاءت مصر بالمركز السادس بعد الفوز على تشيك والخسارة من روسيا، وتم الإشادة بالفريق من جميع المحللين.
تمكن المنتخب من الوصول للدور ربع النهائي في نسخة 1997 باليابان، ولعب الفريق 9 مباريات، حقق الفوز في 6 وتعادل في واحدة وخسر 2 وجاء بالمركز السادس من جديد.
تنظيم المحفل العالمي لأول مرة
استضافت مصر بطولة العالم في عام 1999 للمرة الأولى، وفشلت في تحقيق أحلام الجمهور في تخطي دور الثمانية والوصول إلى نصف النهائي، بعد احتلال وصافة المجموعة الثانية خلف ألمانيا، والفوز في ثمن النهائي على تونس، قبل خسارة معتادة أمام روسيا، وحقق الفريق المركز السابع.
الإنجاز الأبرز
في بطولة 2001 بفرنسا، فازت مصر على المغرب والبرتغال وأيسلندا وتعادلت مع التشيك وخسرت أمام السويد، وفي الأدوار الإقصائية، تخطى الفريق منافسه الجزائري، وفي ربع النهائي، بعد الخروج 3 مرات متتالية، فازت مصر على الدب الروسي العنيد 21-19.
وهو أول فريق غير أوروبي يصل إلى الدور نصف النهائي في بطولة العالم لكرة اليد، واحتلت مصر المركز الرابع بعد الخسارة بصعوبة أمام فرنسا أصحاب الأرض والجمهور بصعوبة وسط حالات تحكيمية جدلية في نصف النهائي، ولقاء الميدالية البرونزية في مواجهة يوغوسلافيا.
مرحلة الانهيار
عاشت كرة اليد المصرية فترة انهيار على صعيد البطولات الدولية خلال الفترة ما بين 2003 وحتى 2017.
بالرغم من المشاركة في بطولات العالم خلال تلك الفترة، لكنها فشلت في إحداث التأثير المعتاد، ولم تتأهل إلى ربع النهائي مطلقا في 8 مناسبات واكتفى الفريق بالتواجد في المراكز بين الرابع عشر والسابع عشر.
استفاقة مع الحلم بميدالية
كسرت مصر هذه المرحلة في بطولة 2019 والتي أقيمت بألمانيا ودنمارك، حيث نجح الفريق في الوصول من جديد للدور ربع النهائي واحتل المركز الثامن، بقيادة الإسباني “ديفيد ديفيز”.
بعد ذلك، استضافت مصر أول بطولة تقام بمشاركة 32 فريقا في عام 2021، حيث احتلت المركز السابع بعد خسارتها أمام دنمارك بطل العالم برميات الترجيح، والتي فازت بالبطولة بعدها.
وتمكن الفراعنة من الوصول للدور نصف النهائي من أولمبياد طوكيو، بالفوز على ألمانيا في ربع النهائي، قبل الخسارة أمام فرنسا صاحبة الميدالية الذهبية بالبطولة في نصف النهائي، ولقاء الميدالية البرونزية لحساب إسبانيا، ويكتفي بالمركز الرابع.
وأصبح الجيل الحالي أول فريق إفريقي يصل إلى نصف نهائي الدورة الأولمبية، ويحلم الجميع بأن يكون الأول في الحصول على ميدالية لمصر ببطولات العالم.