العاب فرديةمقالاتىرئيسيةىنرشح لكم

ياسر أيوب يكتب ضمن سلسلة “ألعاب وحواديت” .. اللجنة الأوليمبية الدولية واجتماعاتها الرسمية فى مصر

ليس هناك سبب أو تفسير واضح لتجاهل الأرشيف الرياضى المصرى للمرة الوحيدة التى اجتمعت فيها اللجنة الأوليمبية الدولية برئيسها وكامل أعضائها فى مصر .. ولماذا لم تعتبر الصحافة ومؤرخو الرياضة فى مصر هذا الاجتماع الأوليمبى حدثا يستحق الذكر والاهتمام .. ولم أجد حلا إلا اللجوء لأرشيف اللجنة الأوليمبية الدولية ومحاضر اجتماعتها لمعرفة لماذا عقدت اجتماعتها فى مصر فى مارس 1938 .. ولماذا تم وصفها بأنها كانت أحد أجمل وأفضل وأهم اجتماعات اللجنة الأوليمبية الدولية فى تاريخها .. وكيف اكتسبت أهميتها لأنها شهدت أول صراع أوليمبى فى التاريخ بين اليابان والصين وانتهى ذلك بإلغاء دورة طوكيو الأوليمبية 1940 .. وأطلقت اول رصاصة أوليمبية ضد المنشطات .. وأضافت الطيران الشراعى لقائمة الألعاب الأوليمبية .. وكانت أول لقاء أوليمبى بعد رحيل البارون دى كوبرتان مؤسس اللجنة الأوليمبية الدولية ودوراتها فى العصر الحديث

وكان محمد طاهر باشا الذى تم تعيينه فى 1932 ممثلا لمصر فى اللجنة الأوليمبية الدولية قد تقدم بطلب استضافة مصر للاجتماعات الأوليمبية السنوية .. ووافقت اللجنة الأوليمبية الدولية برئاسة الكونت البلجيكى هنرى بيليت لاتور على هذا الطلب لتكون المرة الثانية منذ 1894 التى تنعقد فيها هذه الاجتماعات خارج أوروبا بعد لوس أنجلوس 1932 .. وفى يوم الخميس العاشر من مارس 1938 اكتمل وصول الوفود الأوليمبية إلى القاهرة .. وبعد زيارة عدد من المساجد التاريخية .. أقيم فى المساء حفل شاى للجميع فى نادى السيارات الملكى حضره أعضاء اللجنة الأوليمبية المصرية وأبطال مصر الفائزين بميداليات ذهبية أوليمبية مثل السيد نصير وإبراهيم مصطفى وخضر التونى وأنور مصباح وأيضا إدمون صوصة بطل العالم فى البلياردو .. وبعد الحفل انتقل أعضاء اللجنة الأوليمبية الدولية برفقة زوجاتهم لمقابلة الملك فاروق كأول لقاء يجمع بين حاكم لمصر والأسرة الأوليمبية الدولية .. وبعد خطاب طويل أشاد فيه الكونت لاتور بمصر وحضارتها ومكانتها .. أعلن الملك فاروق الافتتاح الرسمى للاجتماعات الأوليمبية فى مصر

وفى صباح اليوم التالى .. قامت الوفود الأوليمبية بزيارة أهرامات الجيزة ومنطقة سقارة .. وانتقلوا بعد الظهر إلى قصر الزعفران بالعباسية لحفل شاى أقامه عبد الفتاح يحيى باشا وزير الخارجية .. وبعد الحفل حزم الجميع حقابهم وتوجهوا لمحطة القطار للسفر إلى أسوان .. وبعد جولة فى مدينة أسوان وزيارة معالمها ومعابدها .. توجه الجميع إلى الباخرة فيكتوريا استعدادا لبدء الاجتماعات الرسمية فى النيل حتى تصل بهم الباخرة إلى القاهرة مرة أخرى .. فقد قرر طاهر باشا إبهار الجميع وكسر القواعد الأوليمبية فى عقد الاجتماعات داخل القاعات والصالات المغلقة واتفق مع الحكومة المصرية على عقد الاجتماعات لأول مرة فى التاريخ الأوليمبى على سطح باخرة تبحر فى النيل من أسوان للقاهرة .. وهو الأمر الذى لم ينسه أعضاء اللجنة الأوليمبية ورئيسها بعد ذلك باعتبارها أجمل اجتماعات حضروها مع لجنتهم الدولية

في إدفو والأقصر والبلينا وأسيوط طيلة أيام وليالى رحلة العودة إلى القاهرة وبعد زيارة معبد إدفو وقضاء الليلة الأولى على سطح الباخرة فيكتوريا .. بدأت الاجتماعات الرسمية وكان القرار الأول هو منع أى لاعب من المشاركة الأوليمبية إن حقق إنجازا أو فاز بميدالية فقامت بلده بمكافأته بجائزة مالية أو ساعدته ليعمل فى الصحافة أو المسرح والسينما أو الإذاعة لتعارض ذلك مع المبادىء والروح الأوليمبية .. وفى النيل أيضا بدأت اللجنة الأوليمبية الدولية حربها ضد المنشطات .. وعاقبت الاتحاد الدولى للإنزلاق الذى خالف القواعد الأوليمبية فى التصفيات وتم إبعاد اللعبة عن الدورة الأوليمبية الشتوية المقبلة .. ثم ناقشت اقتراح محمد طاهر باشا بإضافة الطيران الشراعى للألعاب الأوليمبية فى دورة طوكيو المقبلة .. وتمت الموافقة بقبول 16 عضوا ورفض ثلاثة أعضاء وامتناع عضو واحد عن التصويت .. ثم التراجع  عن ذلك بعد إلغاء دورة طوكيو 1940

وفى الأقصر .. أقام الأمير إسماعيل داود الرئيس الجديد للجنة الأوليمبية المصرية مأدبة عشاء للضيوف .. وقاموا فى اليوم التالى بزيارة معبد الكرنك ووادى الملوك ثم عادوا للباخرة فيكتوريا لاستكمال الإبحار للشمال .. وتم الاتفاق مبدئيا على إقامة دورة طوكيو من 21 سبتمبر إلى 1 أكتوبر 1940 التى سيتم الغاؤها فى النهاية نتيجة الخلاف اليابانى الصينى وانقسام العالم بشأن ذلك .. وبعدها رست الباخرة فيكتوريا فى مدينة البلينا حيث قام الضيوف بزيارة معبد أبيدوس .. وبعد العودة للباخرة من جديد .. تمت مناقشة ميزانية اللجنة الأوليمبية الدولية وأكد رئيسها صعوبة الموقف المالى نتيجة انخفاض قيمة الفرنك السويسرى وأيضا تراجع الإيرادات مع زيادة المصروفات فى المقابل .. وحذر الرئيس الأعضاء الذين لا يسددون اشتراكاتهم وسيتم اعتبارهم مستقيلين .. وأيضا تمت الموافقة على إقامة تمثال للبارون دى كوبرتان .. واستعرضت اللجنة أسماء وملفات المدن التى تقدمت لاستضافة الدورة الأوليمبية الصيفية 1944 .. بودابست ولوزان وأثينا ولندن وهيلسينج فور .. وتقدمت أوسلو وسان موريتز لاستضافة الدورة الأوليمبية الشتوية 1944 .. وتقرر اختيار المدينتين الفائزتين فى الاجتماع الأوليمبى المقبل 1939 .. وبعد انتهاء الجلسة الخامسة .. كانت الباخرة فيكتوريا قد رست فى أسيوط .. وقام الوفد الأوليمبى بزيارة نادى أسيوط الرياضى حيث كان فى استقبالهم محمد محمود باشا رئيس الحكومة

وبعد أسيوط .. بدأت مناقشة تقارير الاجتماعات السابقة فى برلين 1936 ووارسو 1937 .. ثم طال النقاش حول كثير من القضايا الأوليمبية والرياضية أولها وأهمها كان التأكيد على الهواية وأن الرياضة ليست مهنة أو وسيلة لكسب المال .. وأقرت اللجنة الأوليمبية الدولية فى هذه الجلسة أن أى رياضى ينال جائزة أو مكافأة مالية من حكومته لن يعود من حقه المشاركة فى الألعاب الأوليمبية .. ومن حق اللاعب أو الفريق السفر للمشاركة فى المسابقات والألعاب على نفقة الحكومة وتكاليف الإقامة والإعاشة بشرط ألا تزيد هذه التكلفة عن جنيه استرلينى واحد يوميا لكل لاعب .. وأقرت اللجنة الأوليمبية الدولية أيضا أن إجبار أى لاعب على التفرغ الكامل للتدريب لمدة تزيد عن أسبوعين هو أمر يتعارض مع المبادىء الأوليمبية .. وأنه ليس مسموحا باحتراف أى لاعب فى لعبة ثم يكون هاويا فى لعبة أخرى .. وطالما احترف فى لعبة فاللجنة الأوليمبية الدولية تراه لاعبا محترفا وليس لاعبا أوليمبيا .. وأن اللجنة الأوليمبية الدولية ترفض أيضا أن يحقق أى لاعب انتصارات أوليمبية فتكافئه بلده بالعمل فى الصحافة أو المسرح أو السينما أو الإذاعة لأن ذلك كله يتعارض مع المبادىء والروح الأوليمبية

وعادت الاجتماعات من جديد لقضية المنشطات وتم استعراض تقرير بخصوص شائعات وشكوك تعاطى المنشطات فى الألعاب الأوليمبية .. ففى دورة لوس أنجلوس 1932 .. فوجىء الجميع بالسباحين اليابانيين يتفوقون على السباحين الأمريكيين وبدأت شكوك حول تعاطى اليابانيين للأوكسجين النقى قبل النزول للماء .. ثم زادت هذه الشكوك بخصوص اللاعبين الألمان وغيرهم فى دورة برلين 1936 .. فقرر رئيس اللجنة الأوليمبية تشكيل لجنة للبحث عن الحقيقة ضمت كلا من إدستورم وبرونديج وكلاهما سيصبحان مستقبلا من رؤساء اللجنة الأوليمبية الدولية .. وبعد مناقشة هذا التقرير .. أقرت اللجنة الأوليمبية الدولية أن أى لاعب يتعاطى عقاقير منشطة للجسد أو العقل أو مواد مصنعة لزيادة قوته وقدرته الرياضية لن يتم السماح له مطلقا بالمشاركة فى الألعاب أو حتى الاجتماعات الأوليمبية .. وكان أول قرار فى التاريخ الأوليمبى يخص المنشطات وعقوباتها

وفى 18 مارس .. وصلت الباخرة فيكتوريا إلى القاهرة .. وقام الوفد الأوليمبى فى اليوم التالى بزيارة المتحف المصرى .. ثم توجه الجميع لحضور بطولة للعبة السلاح حضرها الملك فاروق .. وفى يوم الأحد 20 مارس .. سافر الوفد الأوليمبى إلى الإسكندرية .. وقاموا فى صباح اليوم التالى بزيارة أهم معالم المدينة .. وزاروا أيضا استاد الإسكندرية ونادى سبورتينج .. وأقام لهم محافظ الإسكندرية حفل استقبال فى نادى اليخت .. ثم حفل آخر أقامته بلدية الإسكندية فى حدائق أنطونيادس حضره أنجيلو بولاناكى وزوجته ومدام استر زوجة فهمى ويصا بك رئيس نادى الاتحاد السكندرى .. وبعد ذلك .. وفى تمام الرابعة عصرا .. تحركت المركب التى أقلت الجميع إلى اليونان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى