العاب فرديةالعاب قوىحوارات ومقالاتىرئيسية

“أسرع عداءة مصرية” بسنت حميدة لـ”تتويج”: ما حدث قبل طوكيو نقطة الانطلاق لأمجاد جديدة وعلم مصر السبب في رفضي للتجنيس

يطلق لقب الأسرع في مسابقات ألعاب القوى، على صاحب الرقم القياسي لسباقات 100 و200 متر في منافسات الرجال والسيدات، وتستحق بطلتنا اليوم هذا اللقب عن جدارة واستحقاق، لما لا وهي حاملة الرقم القياسي المصري في ثلاثة سباقات وليس اثنين فقط.

بسنت محمد عوض حميدة، “أسرع عداءة مصرية” مواليد الإسكندرية في سبتمبر 1996، لاعبة المؤسسة العسكرية، نشأت وسط عائلة رياضية بالكامل، وهو ما أتاح لها الفرصة للتركيز في الرياضة مثلها مثل الدراسة والتحصيل العلمي، وليست شيئاً ثانوياً.

صاحبة الفيديو الأشهر على مواقع التواصل الاجتماعي قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في طوكيو الصيف الماضي، أوضحت في تصريحات خاصة لموقع “تتويج نيوز” عن حالتها وقت تسجيلها لهذا المقطع وخطتها المستقبلية في السطور التالية:

الصدمة وخطة العودة

قالت”بسنت” الإصابة التي تعرضت لها قبل طوكيو “طوال 4 سنوات، الفترة بين أولمبياد ريو دي جانيرو والتالية لها في طوكيو، وحلمي يدور حول التأهل والتواجد في اليابان، وهو أمر ليس بالسهل خاصة أنني لاعبة في سباقي 100 و200 متر، وعملت بكل جهد في ظل الإمكانات المتاحة وبالفعل نجحت”.

وأضافت “تأهلت عن طريق التصنيف وأيضا بالرقم المحدد للمشاركة، وأصبحت أول مصرية وعربية تتأهل في هذين السباقين ، وهو الشئ الذي أسعدني كثيرا وكنت فخورة به، وكانت كل الأمور تسير في الطريق الصحيح لكنني تعرضت للإصابة بتمزق قبل السفر بثلاثة أيام وهو ما كان بمثابة الصدمة ولم استوعبه بسهولة”.

نشرت البطلة المصرية فيديو على صفحتها الخاصة بموقع التواصل الإجتماعى “فيسبوك” وظهرت باكية فيه وتعاطف معها جميع الشعب المصري، وحول هذا المقطع أكملت “مررت بمرحلة عدم اتزان بعد الإصابة ولعب كابتن “محمد عباس” مدربي مع أفراد عائلتي الدور الأهم لتجاوزي تلك الفترة، علما بأنني سجلت الفيديو في مرحلة الهدوء لكن لم أتمالك دموعي كما ظهر به”.

وتعرضت صاحبة الـ25 عاما للعديد من المطبات والأزمات خلال مسيرتها الرياضية لكنها تمكنت من العودة مرة أخرى وصعود منصات التتويج، وهو ما عبرت عنه “جميع العقبات التي تعرضت لها علمتني شيئا مهما وهو العودة بصورة أقوى وعدم الاستسلام وتكون نقطة الانطلاق لنجاحات جديدة، وذلك لعودة الثقة مرة أخرى وخلق حافز جديد للعودة”.

ضربة البداية وكسر رقم مصري جديد

صنعت بنت مدينة الإسكندرية التاريخ خلال بطولة الجمهورية الأخيرة ديسمبر الماضي في أول مشاركة بعد العودة من الإصابة، وكسرت الرقم المصري في سباق 400 متر والمسجل باسم “إيمان منصور” بطلة العرب وحققت 52.84 ثانية لتستحق لقب الأسرع في مصر بالثلاثة.

وحول هذا الأمر، أوضحت بسنت حميدة “المشاركة في هذا السباق هي وجهة نظر فنية بحتة من جانب كابتن “عباس” والذي فضل عدم المجازفة في سباق 100 أو 200 متر لعدم البدء بالسرعة بعد العودة، حيث إنها بداية الموسم ونهدف لزيادة معدل التحمل، ويشهد عام 2022 العديد من البطولات الإفريقية والعالمية وهو ما ينبغي التفكير في خطة الإعداد له بصورة سليمة”.

تشير إلى أن “التجهيز النفسي للسباق من جانب المدرب كان له أكبر الآثر لخوضي السباق في مشاركتي الأولى به،
أثق في قرارته لأقصى مدى. منذ بداية تدريبه لي ولا يوجد أي قرار أو رأي أبلغني به ولم يتحقق، توقفت لمدة سنتين عن السباقات بسبب مشاكل إدارية وعند العودة توقعت عدم الوصول لمستواي مرة ثانية، أبلغني حينها إنني سأصبح بطلة عالم. إيمانه بي جعله يدرك إنني سأعود أقوى مما كنت عليه”.

وتحمل “بسنت” الرقم القياسي المصري في سباق 100 متر مسجلة 11.14 ثانية وفي سباق 200 متر محققة 22.79 ثانية.

خطة المشاركات في 2022

تستعد “بسنت” للظهور في بطولات عديدة خلال العام الحالي، وقالت”الأجندة الدولية مليئة بالكثير من المشاركات في الموسم، منها بطولة العالم داخل الصالات وأخرى بالملعب المكشوف، إلى جانب دورة البحر المتوسط وبطولة إفريقيا ولقاءات الاتحاد الدولي، وهي سنة مليئة بالبطولات، وأريد تعويض غيابي عن التواجد في طوكيو بتحقيق الكثير من الميداليات وتحويل ما حدث لفرحة لي ومدربي وأسرتي”.

وأضافت “أسرع عداءة مصرية” عند مشاركتي للمرة الأولى في مسابقات السيدات على مستوى إفريقيا، كان حلمي مجرد التأهل للنهائي وأكون ضمن أفضل 8 عداءات في إفريقيا، حققت ميداليتين وأدركت وقتها قدرتي على الذهاب بعيدا في سباقات السرعة.

تقام بطولة العالم داخل الصالات في صربيا – مارس القادم – وبطولة العالم بالملاعب المكشوفة في أمريكا -يوليو 2022-، وحصدت بسنت المركز الـ14 ببطولة العالم الأخيرة في قطر بعد تأهلها لنصف النهائي في سباق 200 متر بزمن 22.92 ثانية.

توجت العداءة المصرية بفضية دورة الألعاب الإفريقية الأخيرة بالمغرب 2019 لمسابقة 200 متر وبرونزية 100 متر في إنجاز تاريخي وسط مشاركة مجموعة من أفضل العدائين، بأول مشاركة لها على صعيد السيدات.

توقيت تعليق الحذاء ومغادرة المضمار

أوضحت “أسرع عداءة مصرية” بكل ثقة “لن أترك المضمار دون تحقيقي ميدالية عالمية وأولمبية، حينها سأشعر بأنني يمكنني عمل كل ما أمنع نفسي عنه حاليا من تناول مأكولات معينة والاستمتاع التام باليوم”.

وأضافت “أجهز نفسي ذهنيا وبدنيا لهذا الإنجاز، خاصة أن الكثيرين يعتقدون أن تحقيق الميداليات الدولية يجب أن يكون في سن صغيرة وهذا ليس بالصحيح، بطلة العالم في سباقي 100 و200 متر تبلغ من العمر 36 عاما وهو ما يعني أن الوقت مازال متاحا لي للوصول إلى ما أحلم به”.

علم مصر السبب في رفضي للتجنيس

وحول رفضها للتجنيس، أجابت “عرض علي العديد من طلبات التجنيس ورفضتها جميعا. إجابتي قد تبدو دبلوماسية لكنها الحقيقة، لعبت باسم مصر كثيرا، وعند تحقيقي لقب أي بطولة ورفعي لعلم بلدي أشعر بفرحة غير عادية وشعور داخلي لا يمكن وصفه. ردود أفعال الجمهور والمتابعين لن تجدها في أي مكان آخر، أتلقى التهنئة ورسائل التشجيع من أشخاص لا أعرفهم لكنهم يشجعونني، وما حدث قبل طوكيو يشعرني بقيمة هذا الحب وأن قراري صحيح”.

الهوايات والروتين اليومي

وحول الطريقة التي تقضي بها يومها قالت بسنت حميدة “يومي صعب إلى حد ما، لا ينتهي عند إنتهاء التدريب، استيقظ في موعد محدد و أتناول الإفطار قبل ساعتين من التدريب، بعده يبدأ الاستعداد لتدريب اليوم التالي من مساج وسونا وبعض الإجراءات الطبية، بعد ذلك لا يوجد عدد الساعات الكافية وهو ما يجعل يومي دائما مخصصا للتدريب”.

وأضافت “أعشق الملابس الرياضية كثيرا ودائما ما اختار ما ارتديه خلال التدريب بعناية، لأنه يشعرني بطاقة إيجابية. إلى جانب الماكياج والتصوير”.

واختتمت “بسنت” حديثها “أوعد جمهوري وعائلتي ببذل أقصى جهد للوصول إلى منصات التتويج العالمية وجعلهم دائما فخورين بي، وأشكرهم على ما يفعلونه لمساعدتي”.

يذكر أن المشاركة الأولى خارجيا للبطلة المصرية كانت في بطولة العرب للناشئات بالأردن عام 2012 وحققت ذهبية 200 متر وفضية سباق 100 متر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى