العاب جماعيةكرة قدمىرئيسية

“بين الظالم والمظلوم” .. تاريخ طويل للمصريين مع الانسحابات العبثية والجدلية

الأهلي و"حكم القوي".. الزمالك و"عقدة القمة".. الغلابة و"الأزمات المالية"!

لطالما كانت كرة القدم المصرية مليئة بالأحداث المثيرة داخل الملعب وخارجه، ومن بين هذه الأحداث، تأتي الانسحابات كأحد المواقف التي تثير الجدل وتبقى في ذاكرة الجماهير.

بعض هذه الانسحابات جاءت احتجاجًا على قرارات تحكيمية، وبعضها بسبب أزمات إدارية أو سياسية وتظل الانسحابات جزءًا من التاريخ، بعضها كان مجرد احتجاجات لم تؤثر كثيرًا، بينما كان لبعضها الآخر تبعات كبيرة مثل إلغاء المسابقات أو فرض عقوبات على الأندية. وبينما يرى البعض أن هذه القرارات تعكس رفض الأندية لما تعتبره ظلمًا، يرى آخرون أنها تؤثر سلبًا على استقرار الكرة المصرية.
وذلك مثلما حصل بالامس في قمة الأهلي والزمالك التي لم يحضرها المارد الأحمر بسبب اعتراضها علي عدم ادارة المباراة من جانب حكام أجانب ومازالت الأزمة لم تنته بعد ولم يكشف عن ماذا ستأول في النهاية.

خلال هذا التقرير، نستعرض أبرز حالات الانسحاب التي شهدتها الكرة المصرية.

انسحابات الأهلي

ويأتي علي قمة الانسحابات وأهمها فيما يخص النادي الأهلي سواء على الصعيد المحلي أو الأفريقي وأهمها:

في موسم 1954/1955 قرر النادي الأهلي الانسحاب من الدوري المصري اعتراضًا على قرار الاتحاد بإعادة مباراته ضد فريق الترام، والتي كان قد فاز بها بنتيجة 3-2. جاء هذا القرار بعد أحداث شغب شهدتها المباراة بين لاعبي الفريقين.
وتقرر عليها اعلان الاتحاد شطب الأهلي من سجلاته ومنح الحرية للاعبيه للانتقال لأندية أخرى، لكن بعد تضامن اللاعبين مع النادي، تم إلغاء الموسم بالكامل.
وفي موسم 1965/1966 انسحب الأهلي من مباراته أمام الزمالك في الدوري بعد تقدم الزمالك 2-0، حيث اعترض لاعبو الأهلي على الهدف الثاني بداعي التسلل، وتسبب ذلك في شغب جماهيري أدى إلى إلغاء المباراة.
وتم اعتبار الزمالك فائزًا 2-0، مع إيقاف بعض لاعبي الأهلي.
وفي موسم 1975/1976 أعلن الأهلي انسحابه من الدوري تضامنًا مع فريق غزل المحلة الذي انسحب اعتراضًا على قرار اتحاد الكرة باستكمال مباراته الفاصلة أمام الزمالك بعد أحداث شغب من جماهير الزمالك وتم إلغاء الدوري في ذلك الموسم.
وفي موسم 1981 بعد تأهل الأهلي إلى نصف نهائي بطولة أفريقية أمام شبيبة القبائل الجزائري، قرر الفريق الانسحاب من البطولة بسبب مقتل الرئيس محمد أنور السادات واعتبارات أمنية وسياسية.
وفي موسم 1982/1983 رفض الأهلي خوض مباراته أمام المقاولون العرب بحجة أن المقاولون لم يلعب باقي مبارياته المؤجلة في الدوري، واعتُبرت النتيجة لصالح المقاولون 2-0.
لكن بعد ذلك تم الاتفاق على تأجيل المباراة بعد تهديد الأهلي بالانسحاب من المسابقة، وأُعيدت المباراة وفاز الأهلي 2-1.
وفي موسم 1987/1988 اعترض الأهلي على خوض مباراته أمام الترسانة بسبب توقيتها القريب من مباراة للمنتخب الوطني، ولم يحضر للملعب وبناء عليه اعتُبرت النتيجة لصالح الترسانة 2-0، ثم أُعيدت المباراة لاحقًا بعد تدخلات إدارية وفاز الأهلي 2-0.
وفي موسم 1988 في مباراة أمام غزل المحلة، أُلغي هدف للأهلي في الدقيقة الأخيرة، مما دفع النادي لإعلان الانسحاب من الدوري وحينها تدخل وزير الرياضة وأُقنع الأهلي بالاستمرار في المسابقة رغم اعتماد خسارته في تلك المباراة.
وفي موسم 1994 قرر صالح سليم، رئيس النادي آنذاك، مقاطعة البطولات الأفريقية بعد خسارة لقب السوبر أمام الزمالك في جوهانسبرج وذلك لضآلة المقابل المالي من الاتحاد الأفريقي والظلم التحكيمي الذي تعرض له الفريق في بعض المباريات وبناء عليه تمت مقاطعة الأهلي للبطولات الأفريقية لفترة محددة.
وفي موسم 2003/2004 انسحب الأهلي من بطولة دوري أبطال العرب بعد اجتياز مرحلة المجموعات، لعدم اكتمال قائمة لاعبيه وتعرض العديد منهم لإصابات متنوعة.
كما قام الأهلي بالانسحاب من كأس الرابطة المصرية في موسم 2023 بسبب تكدس المباريات وضغط الجدول الزمني.

انسحابات الزمالك

انا فيما يخص القطب الثاني للكرة المصرية الزمالك فقد شهد عدة حالات انسحاب على الصعيد المحلي أو الأفريقي. فيما يلي أبرزها:

البداية في موسم 1947/1948 حيث انسحب الزمالك من مباراة القمة أمام الأهلي في دوري القاهرة اعتراضًا على موعد اللقاء واعتُبرت النتيجة لصالح الأهلي.
وفي موسم 1995/1996 انسحب الزمالك من مباراته أمام الأهلي في الدوري المصري خلال الدقائق الأخيرة اعتراضًا على هدف سجله حسام حسن بداعي التسلل واعتُبرت النتيجة لصالح الأهلي.
وفي موسم 1998/1999 انسحب الزمالك من مباراته أمام الأهلي في الدوري المصري بعد طرد لاعبه أيمن عبد العزيز واعتُبرت النتيجة لصالح الأهلي.
وفي موسم 2016/2017 انسحب من مباراته أمام مصر المقاصة في الدوري اعتراضًا على تغيير موعد المباراة دون إخطاره رسميًا واعتُبرت النتيجة لصالح مصر المقاصة.
وخلال موسم 2019/2020 انسحب الزمالك من مباراته أمام الأهلي في الدوري بسبب عدم وصول حافلة الفريق إلى الملعب بسبب ظروف الطقس واعتُبرت النتيجة لصالح الأهلي مع خصم 3 نقاط من الزمالك وتغريمه ماليًا.
وفي موسم 2022/2023 انسحب من مباراة السوبر المصري أمام الأهلي اعتراضًا على قرارات اتحاد الكرة، خاصةً فيما يتعلق بعقوبة اللاعب محمود عبد المنعم “كهربا” وبناء عليه تم مشاركة بيراميدز بدلًا من الزمالك في المباراة النهائية.
وخلال موسم 2023/2024 أعلن الزمالك انسحابه من الدوري المصري اعتراضًا على الأخطاء التحكيمية ولكن عاد الزمالك بعد ذلك لاستكمال البطولة بعد فترة قصيرة.

انسحابات الغلابة

لم تكن الانسحابات حكراً علي كبار مصر الأهلي والزمالك بل امتدت إلي الغلابة من الفرق الشعبية.
وبخلاف القطبين فهناك عدة حالات لفرق مصرية أخري أهمها ما حدث في 2011 حيث انسحب الإسماعيلي والمصري البورسعيدي وبعض الفرق من الدوري في موسم 2011، حيث شهد الدوري المصري أحداثًا غير مسبوقة بسبب كارثة بورسعيد التي راح ضحيتها 72 من مشجعي النادي الأهلي وعلى إثر هذه الأحداث، قررت بعض الفرق عدم استكمال المسابقة، مطالبة بإعادة ترتيب الأوضاع في الكرة المصرية، قبل أن يتم إلغاء الدوري بالكامل بسبب الأوضاع الأمنية في البلاد.
كما قام الإسماعيلي بالانسحاب من الدوري المصري في منتصف الخمسينيات، حيث قرر النادي الانسحاب في موسم 1954-1955 بسبب خلافات مع اتحاد الكرة حول بعض القرارات الإدارية، لكنه عاد للمشاركة في الموسم التالي بعد تسوية الأوضاع.
وفي عام 2002، أعلن نادي غزل المحلة انسحابه من بطولة كأس مصر اعتراضًا على قرارات تحكيمية رأى أنها أثرت على مسيرته في البطولة، لكن الاتحاد المصري لكرة القدم قرر استبعاده من المسابقة واعتبار الفريق مهزومًا.
وفي موسم 2008-2009، هدد نادي الترسانة بالانسحاب من الدوري المصري اعتراضًا على بعض القرارات التحكيمية التي رأى أنها أضرت بحظوظه في البقاء بالدوري الممتاز. ورغم التهديد، استكمل الفريق المسابقة، لكنه هبط إلى دوري الدرجة الثانية بنهاية الموسم.
وفي موسم 2013-2014، قرر نادي تليفونات بني سويف الانسحاب من الدوري الممتاز بسبب الأزمة المالية التي عانى منها، وعدم قدرته على توفير الموارد اللازمة لاستكمال المسابقة. كان هذا الانسحاب جزءًا من أزمة مالية أوسع واجهتها العديد من الأندية المصرية في ذلك الوقت.
كما شهدت السنوات الأخيرة انسحابات متكررة لبعض الأندية الشعبية، مثل الأوليمبي والمنصورة، من بعض المسابقات المحلية بسبب الأزمات المالية، حيث لم تستطع هذه الأندية تحمل تكاليف المشاركة في بطولات الدوري الممتاز أو دوري الدرجة الثانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى