كتبت: يارا الشرقاوي
منذ آلاف السنين كانت المبارزة بالسيف مستخدمة من قبل الشعوب في الحروب التي كانت تنتهي بطريقة دموية ولكن في القرن الـ15 تحولت إلى رياضة على أيدي الطليان والألمان لتصبح رياضة النبلاء لذا مارسها العديد من الملوك والأمراء والطبقة العليا من المجتمعات وتطورت رياضة المبارزة إلى ما أصبحت عليه اليوم، فكان للفرنسيين الفضل في التطوير بعد تغيرات واختراعات كثيرة منها اختراع الماستر الفرنسي “لابوزيير” “خوذة للرأس” مما جعلها أكثر أمانا.
وأصبحت السلاح رياضة أولمبية منذ أولمبياد 1896 التي أقيمت في أثينا أما مسابقة الشيش للسيدات أصبحت أوليمبية منذ عام 1924 التي أقيمت في باريس، وثم دخل سلاح سيف المبارزة للأولمبياد عام 1996 وأخيراً أصبحت الثلاث أسلحة للسيدات ألعبات أولمبية عام 2004، وستكون دورة أ طوكيو المؤجلة أول دورة بها جميع المسابقات فردي وفرق لجميع الأسلحة سواء سيدات أو رجال.
وتعتبر رياضة المبارزة أو “السلاح” من أكثر الالعاب الفردية القتالية جمالا نظرا للطريقة التي تمارس بها وللأدوات المستخدمة فيها، فهي رياضة أولمبية تتم ممارستها باستخدام ” السيف ” وارتداء الملابس المصنوعة خصيصا لهذه الرياضة والفائز هو من يجمع عددا أكبر من النقاط عبر لمس خصمه بالسيف في منطقة الهدف حسب كل سلاح.
الأشكال المختلفة للسيف الخاص بكل نوع
ويوجد ثلاثة أنواع من المبارزة ولكل منها أسلوب خاص وقواعد مختلفة وهم سلاح الشيش، سلاح سيف وسلاح سيف المبارزة ومن المعتاد أن يختص اللاعب بنوع واحد من هذه الأنواع الثلاثة. يعد السيف الخاص بسلاح السيف أخف وزنا وتعد منطقة الهدف الجزء العلوي من الجسد بالإضافة إلى الخوذة أو الماسك، أما سلاح الشيش يختلف في ثقل السيف الخاص به ومنطقة هدف اللاعب هي الجزء العلوي للجسم بدون الأذرع والخوذة وأخيرا سلاح سيف المبارزة صاحب أثقل السيوف وزنا والهدف هو الجسد بأكمله.
وتعتبر رياضة السلاح من الرياضات التي تحتاج إلى لياقة بدنية قوية، مرونة، سرعة رد الفعل والقدرة على التفكير بشكل صحيح ومنظم.
وتتم البطولات بنظام الأدوار التمهيدية ثم خروج المغلوب. وفي الأدوار التمهيدية يجب على اللاعب تسجيل 5 لمسات خلال 3 دقائق أو أن يسجل نقاط أكثر من الخصم أما في دور خروج المغلوب تكون المباراة من 15 لمسة خلال 9 دقائق مقسمه لـ 3 دقائق يفصل بينهم دقيقة للراحة.
وتحتوي هذه الرياضة على مسابقات الفرق، وتبدأ المنافسة بدور خروج المغلوب حسب عدد الفرق المسجلة في البطولة، ويتكون كل فريق من 4 لاعبين “3 أساسي و1 احتياطي” ويجب على الفريق تسجيل 45 نقطة في 9 مباريات كل مباراة 3 دقائق ولكن من الممكن أن تنتهي المباراة مع انتهاء الوقت وحينها يفوز الفريق المسجل نقاط أكثر.
وقد انتشرت رياضة المبارزة بصورتها الحديثة في مصر على أيدي المدربين الفرنسيين الذين كانوا يتميزون فيها، وبعدها تحولت من لعبة ملكية إلى لعبة شعبية، ومن أبرز الأندية لهذه الرياضة نادي السلاح المصري في القاهرة الذي تأسس في عام 1891 برئاسة الجنرال (ماكسويل) وبمساعده مدرب السلاح (كونستانتسي سالون).
وانشأ الإتحاد المصري للسلاح عام 1928م وأصبح المسؤول عن تنظيم وإدارة شؤون رياضة المبارزة في مصر وتعاون مع وزارة التربية والتعليم لنشرها في جميع الأندية والمدارس والجامعات، وفي عام 1930 بدأت المرأة المصرية ممارسة رياضة المبارزة وكانت (أمينة السعيد) هي أول سيدة مصرية تمارسها واستكملت العديد من الفتيات مسيرتها.
ويعد حاليا نادي الشمس من أقوي الأندية في الساحة إضافة إلى نادي الصيد المصري، نادي سبورتنج بالإسكندرية وأيضا نادي المؤسسة العسكرية.
علاء أبو القاسم بالزي الخاص لسلاح الشيش خلال أولمبياد لندن 2012
ومن أبرز اللاعبين المصريين في الفترة الحالية في سلاح الشيش علاء أبو القاسم الحاصل على فضية أولمبياد لندن 2012 ومحمد حمزة الحاصل على برونزية بطولة العالم للشباب في 2018.
وفي سلاح السيف محمد عامر الحاصل على برونزية بطولة العالم للشباب في 2015، وفي سلاح سيف المبارزة محمد السيد سامي الحاصل على المركز الرابع في أولمبياد الشباب في 2018.
