كتب: محمود صبري

 

في 26 سبتمبر 2004، ولدت تمارا نادر السيد – لاعبة كرة السلة بالنادي الأهلي في الوقت الراهن – وذات تجربة الاحتراف المميزة في صالات السلة السويسرية والبلجيكية – ونجلة أسطورة حراسة مرمى قطبي الكرة المصرية سابقًا نادر السيد، في أسرة رياضية بامتياز. نشأوا جميعًا في القاهرة.
منذ صباها، كانت كرة السلة هي الشغف الذي حلق في وجدانها، فكانت صالة كرة السلة بالنسبة لها مثل العالم الخاص والذي كلما ارتادت إليه أظهرت فيه مستوى استثنائي ،فحصلت تمارا على العديد من الألقاب الفردية والجماعية بمختلف المراحل السنية مع فرق الناشئات بمختلف الأندية التي لعبت بأسمها، بداية من الصيد مرورًا بنيون السويسري ومن ثم كينجارو البلجيكي وصولًا لفريق الجزيرة إلى أن جاءت خطوة التوقيع للنادي الأهلي نهاية العام المنصرم، في صفقة توقع لها مدربون كثر أنها ستكون صفقة رابحة بكل المقاييس، وورقة رهان يمكن أن يعتمد عليها المدير الفني للأحمر طارق خيري لحل أزمة الإصابات المتكررة التي تضرب الفريق أناء الليل وأطراف النهار، وسرعان ما حجزت تلك الفتاة صغيرة السن والتي لم يتجاوز عمرها الـ20 مقعدها مع الأهلي كلاعبة أساسية، لتصنف من قبل الجمهور على كونها واحدة من أهم لاعبات كرة السلة المصرية الصاعدات بقوة نحو طرقات النجومية.

يعد اسم تمارا السيد اسمًا محاطًا بالعديد من التساؤلات بالنسبة للكثيرين، فهي ابنة أسطورة حراسة المرمى المصرية نادر السيد مما جعل جميع الأنظار مسلطة إليها، فالجمهور المصري – كان ليكون – في حالة بروز نجم حالي من صلب أبناء نجوم قطبي الكرة المصرية السابقين “مهاجمين”. ولكن الوضع بالنسبة لتمارا السيد يختلف جذريًا ، لأن موهبتها الذي لا يختلف عليها اثنان ، جعلتها بعيدة كل البعد عن أي اتهام بالانتقال للنادي الأهلي تحت بند الواسطة، وخير دليل على هذا هو كم البطولات التي قادت الأهلي للظفر بها خلال أولى مواسمها مع الأحمر، وهنا التقى “تتويج نيوز” اللاعبة في حوار تحدثت فيه عن كيف كانت بدايتها مع كرة السلة ؟وكيف كان الانتقال للنادي الأهلي بعد تجربة احتراف ناجحة؟ والحديث حول أهم الإنجازات التي حققتها حتى الآن مع مختلف الفرق التي لعبت باسمها ومع المنتخب المصري والعديد من الأسئلة الأخرى التي سيتناولها الحوار.

•أنا تمارا نادر السيد

••في البداية، نودّ أن نتعرّف أكثر عن قُرب، مَن هي تمارا نادر السيد؟

-أنا تمارا نادر السيد، لاعبة كرة سلة مصرية، عمري 20 سنة، أدرس حاليًا في إحدى الجامعات وأمتلك مشوارا رياضيا مميزا حافلا بالبطولات والإنجازات.

••كيف بدأت حكايتك مع كرة السلة؟

-بدايتي مع كرة السلة كانت من خلال نادي الصيد في السادسة من عمري، حيث كنت مثل أي طفل في ذلك العمر أبحث عن موهبتي في رياضات مختلفة، في البداية مارست العديد من الرياضات، ولكني استقررت في النهاية على لعبة كرة السلة بعدما حمستني أختى على ممارستها، وانضممت لفريق اللعبة في النادي وسرعان ما قدمت مستويات مذهلة مع الفريق أشاد بها جميع المدربين ممن توقعوا لي نجاحا كبيرا مع كرة السلة خلال مواسمي المقبلة مع كرة السلة وهو الأمر الذى تحقق بالفعل.

••ما هي أبرز إنجازاتك مع الصيد؟

-حصلت مع الصيد على بطولة منطقة الجيزة بمختلف المراحل السنية لي مع الفربق في “إنجاز خاص” أفتخر به، إضافة لحصولي على 3 بطولات جمهورية والعديد والعديد من المراكز المتقدمة في بطولات الكأس -المنطقة – والدوري، فترتي مع الصيد كونت شخصيتي وسعيدة بكل ما حققته معهم من إنجازات والتي ختمتها بحصدي لقب أفضل لاعبة في الجمهورية تحت 18 سنة.

4-كيف تجمعين في الوقت الراهن بين الدراسة والرياضة؟

الأمور كانت صعبة بشكل كبير في مراحل الدراسة الأولى بالمدرسة، ولكن في الوقت الحالي الحمد لله أحاول أن أوفق بينهما وأعتقد أني قادرة على التوفيق بين دراستي الجامعية وبين كرة السلة، أحاول إعطاء كل شيء حقه، وأجتهد في الاستمرار على المنوال نفسه.

••مَن هي مثلك الأعلى في اللعبة منذ الصغر؟

-مثلي الأعلى في السلة عالميًا هي كاهليه كوبر، ومحليًا لا أستطيع ذكر اسم معين فجميع اللاعبات هنا مميزات للغاية وهو ما يصعب الاختيار.

•تجربة الاحتراف

••كيف جاء قرار خوض تجربة الاحتراف؟

القرار لم يكن سهلًا على الاطلاق بسبب عامل السن، وفي أبريل من عام 2022 انتقلت إلى نادى نيون السويسرى وفي تجربة احترافية “مبهجة” صنفت بها كواحدة من أصغر من احترفن في مصر خارجيًا في كرة السلة، وأشكر مدربي حكيم سالم الذي آمن بموهبتي وجعلني من العناصر الأساسية مع الفريق.

••حدثينا عن فترتك في نيون السويسري وكيف تأقلمتي سريعًا مع الفريق؟

-الفترة كانت مميزة للغاية والتأقلم كما ذكرت لك لم يكن بالأمر السهل نظرًا لاختلاف الأجواء والثقافة واللغة بين مصر وسويسرا، لقد انضممت إليهم في نهاية الموسم وشاركت معهم في مرحلة حسم الدوري الـplay off والأدوار النهائية ولكن الحظ لم يكن حليفنا، وخسرنا الدوري في المباراة النهائية ضد فيبور، وفي المجمل سعيدة جدًا بما قدمته مع الفريق السويسري وحقًا كانت فترة عظيمة بالنسبة لي.

••من منظور رؤيتك لمنافسات الدوري السويسري ما هو الفرق بين أداء اللاعبات هناك مقارنة بلاعبات الدوري المحلي؟

قوة المنافسات في الدوري السويسري حسب ما رأيت كانت مشتعلة لأقصى حد للتقارب الكبير -حامي الوطيد- بين كل الفرق في المنافسة، ومن وجهة نظري ما يميز اللاعبات الأجانب عن لاعبات دورياتنا المحلية هو “المينتاليتي” أي أنهن يركزن فقط على أجواء المباراة داخل الملعب ويعملن بمبدأ ثقافة المكسب وليس ثقافة “أنا” أي أن مصلحة الفريق فوق أي شيء، ويسيرين أمور حياتهن بمنتهى الاحترافية والنظام، هناك العديد من اللاعبات المميزات في الدوري المصري ذو مستوى فني مقارب للاعبات الجامعات الأمريكية والأندية الأوروبية ولكن ما يميزهن في الخارج هو كما ذكرت اختلاف العقلية.

••بعدما نلتِ الإشادات مع نيون السويسري جاءت خطوة الانتقال إلى كينجارو البلجيكي وخوض منافسات الدوري الأوروبي حدثينا عن تلك المرحلة؟

انتقلت إلى كينجارو بطل بلجيكا فى شهر أكتوبر من عام 2022 قادمة من نيون وصيف الدوري السويسري لكرة السلة سيدات، لأكون بذلك أول لاعبة مصرية لكرة السلة في التاريخ تتأهل لليوروليج، التجربة لم تستمر طويلًا ولكنها هي الأخرى أفادتني بشكل كبير وزادت من خبرتي مع كرة السلة.

••بعد العودة إلى مصر هل من الممكن في المستقبل القريب أن تكرري تجربة الاحتراف من جديد؟

-في الحقيقة لا أفكر في هذا الأمر في الوقت الحالي، تركيزي الآن ينصب على فترتي مع النادي الأهلي والتي تعد من أفضل فترات حياتي، والتركيز كل التركيز حاليًا على حصد البطولات مع النادي الأهلي خلال الموسم المقبل.

•• ما هي حقيقة تواصل إدارة الزمالك معكِ للظفر بخدماتك بعد أدائك الكبير بعد الجزيرة بعد عودتك من الاحتراف؟

-أنا أحترم كافة الأندية المصرية وتلقيت عددًا من العروض قبل الانتقال للأهلي، ورفضت جميع العروض من أجل الأحمر وعرض الأهلي كان- رقم واحد -بالنسبة لي، خاصة وأن النادي الأهلي كيان مستقر، ويمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة.

••كيف كان الانتقال للنادي الأهلي؟

-في نهاية أغسطس من العام الماضي انضممت للمارد الأحمر في عقد يمتد لأربعة مواسم، خطوة الانتقال جاءت بعدما قدمت مع فريق الجزيرة خلال بطولة الدوري الموسم الماضي بعد عودتي من الاحتراف في بلجيكا أداء أكثر من رائع، وصعدت بالجزيرة رفقة زملائي إلى المباراة النهائية ضد النادي الأهلي في الدوري والكأس على حساب سبورتنج في البطولتين، في إنجاز كبير لنا وقدمت خلال تلك المواجهات مستوى مميز أدهش المسئولين بالنادي الأهلي الذين تواصلوا معي بعد المباراة النهائية لنا ضد الأهلي في الكأس لإتمام التعاقد وهو ما حدث سريعًا.

••هل لوالدك نادر السيد دور في إتمام تعاقد النادي الأهلي معكِ، وهل كونه والدك وأحد أساطير النادي الأهلي السابقين مثل بالنسبة لكِ ورقة ضغط مع الجمهور؟

-نعم والدي سهل من إتمام عملية التعاقد بعدما تواصلت معي إدارة النادي الأهلي للحصول على خدماتي، والدي في ضهري من أول يوم لي داخل النادي، وكونه والدي هذا لا يمثل على عاتقي أي ضغط على الإطلاق بل إنه دافع على إكمال تاريخ أسرتي المميز مع الكيان، والحمد لله انتقالي للأهلي كان نتيجة تعب ومجهود ومثابرة داخل الملعب، ومستواى المميز مع الجزيرة ومنتخب السيدات تحت 19 هو ما دفع إدارة الأحمر للتعاقد معي دون أي واسطة ،كوني ابنة أحد نجوم الفريق، وخير دليل على ذلك هو ما قدمته خلال موسمي الأول مع الفريق بتحقيقي للدوري والكأس والسوبر والمنطقة.

-ما هي طموحاتك المقبلة مع النادي الأهلي؟

طموحاتي خلال موسمي القادم مع النادي الأهلي هو حصد جميع البطولات بما في ذلك البطولة الإفريقية والتي تعد بالنسبة لي أحد أحلامي التي أسعى بكل شغف لتحقيقها.

••هل أثر غياب كليوباترا السلة المصرية ثريا محمد ،على الفريق نهاية الموسم الماضي، ورأيك في أداء محترفة الأهلي الجديدة وهل انسجمت سريعًا مع الفريق؟

-بكل تأكيد وبدون أدنى تفكير نعم، ثريا لاعبة من كوكب آخر، وسعيدة بأنني لعبت بجوارها، إنها تمتلك مواصفات خاصة ومهارة قلما نشاهدها في الوقت الحالي، أتمنى لها العودة سريعًا، أما عن المحترفة فهي لاعبة جيدة للغاية وسرعان ما انسجمت مع الفريق وصرنا أصدقاء، إنها تقود تجربتها الاحترافية خارج بلادها، وتسعى لتقديم كل ما في وسعها معنا لمواصلة التربع على عرش البطولات.

وعن المنتخب المصري فقد شاركت تمارا مع المنتخب المصري في الكثير من البطولات القارية منها العالمية بمختلف المراحل السنية وحققت مع المنتخب العديد من المراكز المتقدمة والجوائز الفردية و المستويات الاستثنائية ولعل آخرها مستواها الأكثر من رائع مع منتخب سيدات تحت – 18 عام -في بطولة كأس العالم بأسبانيا العام قبل الماضي.