حكايات كأس العالم | فرنسا 1998 – آخر نسخ القرن الماضي.. أول حفل زفاف في الملعب.. بداية حقبة الأسطورة زيزو ومؤامرة جديدة على منتخب عربي

تستعد قطر لاستضافة النسخة 22 من كأس العالم لكرة القدم والمقررة خلال الفترة من 20 نوفمبر الجاري وحتى 18 ديسمبر القادم في 5 مدن مختلفة، والتي ستكون نهاية حقبة بدأت مع كأس العالم فرنسا 1998.

البطولة الأخيرة بمشاركة 32 فريقا بعد قرار الاتحاد الدولي بزيادة العدد إلى 48 منتخبا بداية من نسخة 2026 والتي ستلعب بتنظيم ثلاثي بين المكسيك وكندا وأمريكا.

حكايات وأرقام كثيرة حدثت بالنسخ السابقة، وسيسرد موقع “تتويج نيوز” في تقارير مختلفة كل ما يخص كل بطولة في تقرير منفرد.

موعدنا اليوم مع البطولة السادسة عشر تاريخيا والتي أقيمت في فرنسا عام 1998.

أولى البطولات بمشاركة 32 منتخبا

نظمت فرنسا كأس العالم للمرة الثانية تاريخيا بعد الاستضافة الأولى في عام 1938، وتعتبر النسخة الأخيرة في القرن العشرين، واقيمت المنافسات في عشر مدن مختلفة خلال الفترة من 10 يونيو حتى 12 يوليو وتعد البطولة الأطول من حيث المدة بين جميع النسخ واستمرت 32 يوما.

تعتبر بطولة كأس العالم فرنسا 1998 هي التاسعة من حيث التنظيم في دولة أوروبية.

فوز فرنسا باللقب الأول في تاريخها جعلها الدولة السابعة في لائحة الدول التي فازت بكأس العالم، علما إنها سادس دولة تحقق اللقب وهي الدولة المستضيفة، بعد الأوروجواي وإيطاليا وإنجلترا وألمانيا الغربية والأرجنتين.

وظهرت كرواتيا وجاميكا واليابان وجنوب إفريقيا للمرة الأولى في العرس الكروي العالمي.

حفل زفاف قبل صافرة البداية

ملعب “فيودروم” بمدينة مارسيليا كان شاهدا على حدث قليلا ما نراه في بطولات كأس العالم، حيث نجح النرويجي “أكيلاند” وصديقته البرازيلية “روز أنجيلا” في الحصول على موافقة فيفا لإقامة حفل زفافهما في أرضية ملعب مواجهة البرازيل والنرويج.

قرعة البطولة أوقعت الفريقان معا ضمن منتخبات المجموعة الأولى، وتحديد يوم 23 يونيو 1998 موعدا للمواجهة، وهو ما دفع الثنائي لهذه الفكرة المجنونة ومخاطبة الاتحاد الدولي وبالفعل تم عقد مراسم الزواج قبل انطلاق المباراة بساعة كاملة وسط تصفيق كل الجمهور بالملعب.

مؤامرة جديدة على منتخب عربي

شهدت نسخة 1982 من كأس العالم والتي استضافتها إسبانيا، خروج المنتخب الجزائري من الدور الأول لحساب ألمانيا والنمسا بعد ارتضاء الطرفين الخروج بنتيجة مباراتهما معا وفوز الماكينات بهدف واحد والصعود سويا في مؤامرة على محاربو الصحراء.

ومن جديد تعرض منتخب المغرب في بطولة فرنسا 1998 إلى واقعة مشابهة، حيث تواجد الفريق في المجموعة الأولى بجوار البرازيل والنرويج واسكتلندا، بعد التعادل في اللقاء الأول أمام النرويج بهدفين لكل فريق، تلقى أسود الأطلس الهزيمة بثلاثية نظيفة في مواجهة سامبا.

وفي اللقاء الأخير، حققت المغرب الفوز على أسكتلندا 3-0 وانتظر الجميع النتيجة الطبيعية لمواجهة البرازيل والنرويج بفوز أبطال العالم في 4 مناسبات حينها، وبالفعل تقدم الفريق بهدف لكن في آخر 10 دقائق بات الدفاع البرازيلي ممهدا للهجوم النرويجي وانتهت المباراة بخسارة البرازيل 2-1 وخروج المغرب.

ويبدو إنها كانت هدية من الفريقين للزوجين بعد إتمام زفافهما قبل المواجهة.

“قُبلة” تميمة الحظ لأصحاب الأرض

أمر معتاد ظهر منذ المباراة الأولى للمنتخب الفرنسي في البطولة أمام جنوب إفريقيا وحتى النهائي في مواجهة البرازيل، وهي القبلة التي كان يضعها “لوران بلان” مدافع الديوك على رأس زميله وحارس المرمى “فابيانو بارتيز”.

 

اشتهر “بارتيز” بحلاقة شعر رأسه كاملا وكانت تلك الحركة بمثابة التميمة للفريق الفرنسي الذي كان يقوده حينها “ايميه جاكيه”  المدير الفني الذي جلب أول لقب لبلاده.

بداية الأسطورة زيزو

شارك “زين الدين زيدان” نجم يوفنتوس وريال مدريد السابق للمرة الأولى في كأس العالم التي أقيمت في بلاده عام 1998، ونجح في صناعة هدفين خلال مباراتي جنوب إفريقيا والسعودية، لكنه تعرض للطرد في اللقاء الثاني ليغيب عن المباراة الختامية لدور المجموعات أمام باراجواي.

وبالرغم من عدم تسجيله أي هدف حتى الدور نصف النهائي إلا إنه كان رمانة الميزان ومايسترو منتخب الديوك، والمحرك الأساسي للفريق بأكمله.

الحظ أراد أن يكافىء زيزو على مجهوداته طوال البطولة ونجح في تسجيل هدفين بالرأس في مرمى البرازيل ليساهم في فوز فرنسا بالمباراة 0-3 واللقب الأول، في مباراة ظهر بها “رونالدو” بمستوى متواضع وحالة بدنية ضعيفة لم يتمكن أي شخص من معرفة السبب الحقيقي لها.

وتوج زيزو بجائزة الكرة الذهبية لنفس العام لتبدأ مسيرة أحد أساطير الكرة العالمية.

أرقام.. مواقف وجوائز

• حظيت البطولة بتسجيل 171 هدفا في 64 مباراة بمعدل 2.67 هدفا في المباراة الواحدة.
• ذهب لقب الهداف نجم منتخب كرواتيا “دافور سوكر” برصيد 6 أهداف، قبل “كريستين فييري” الإيطالي صاحب 5 أهداف.
• جائزة أفضل لاعب بالبطولة حصل عليها البرازيلي “رونالدو” فيما توج الإنجليزي “مايكل أوين” بجائزة أفضل لاعب ناشىء.
• وحصدت فرنسا جائزة الفريق الأمتع بالبطولة، وحارس مرماه “فابيان بارتيز” جائزة الأفضل في مركزه.
• منتخب كرواتيا مفاجأة البطولة في مشاركته الأولى جاء بالمركز الثالث بالتغلب على منتخب هولندا العريق في لقاء الميدالية البرونزية 2-1.
• هدف “دينيس بيركامب” الهولندي في مرمى الأرجنتين في لقاء الدور ربع النهائي والذي حمل منتخب بلاده لنصف النهائي يعد واحدا من أجمل أهداف البطولة.
• لا ينسى الجمهور الإنجليزي واقعة طرد “ديفيد بيكهام” جناح الفريق في مباراة ثمن النهائي أمام الأرجنتين بعد تدخله على “دييجو سيميوني” وانتهاء المباراة بخسارة إنجلترا بركلات الترجيح، والتي ةصفها “مايكل أوين” بعدها بالعمل الطفولي من زميله.

ويبقى المغربي سعيد بلقولة هو أول حكم عربي وإفريقي يدير المباراة النهائية في كأس العالم، عندما قام بتحكيم نهائي تلك النسخة بين البرازيل وفرنسا، ورحل عن عامنا في عام 2002.