أولمبياد طوكيو 2020العاب فرديةرفع أثقالىرئيسيةىنرشح لكم

حكاية بطل.. خضر التوني.. انحنى له “هتلر” وفصلته حكومة الملك فاروق.. ونهاية حزينة للونش المصري

أيام قليلة وتنطلق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في نسختها رقم 32 والتي تستضيفها العاصمة اليابانية “طوكيو” خلال الفترة من 23 يوليو وحتى 8 أغسطس المقبلين.

ويستعرض موقع “تتويج نيوز” مع قرائه تاريخ الألعاب الأولمبية وقصص أبطال مصر السابقين والذين أبهروا العالم أجمع وحصدوا ميداليات أولمبية وسطروا التاريخ الأولمبي للفراعنة في سلسلة بعنوان “حكاية بطل”.

وينتظر الملايين حول القارات بداية البطولة حيث إنها أهم حدث رياضي في العالم خلال 4 سنوات.

يمر الكثير منا أثناء ارتياده إلى عمله بشارع خضر التوني سواء الشارع الموجود بحي مدينة نصر بالقاهرة أو بالاسكندرية ولكن معظم المارة لا يعلمون البطل الذي اطلق اسمه على الشارع لتخليد أسطورته.

يعتبر “التوني” أفضل لاعب لرفع أثقال في التاريخ، حيث تم وضع اسمه في صدارة قائمة عظماء الأثقال في التاريخ.

ونجح خضر التوني وهو نجم المنتخب الوطني لرفع الأثقال والحاصل على الميدالية الذهبية بأولمبياد برلين عام 1936 والذي برغم مغادرته عالمنا في سن صغير إلا أنه حفر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الرياضة المصرية والعالمية في هذة الفترة.

كان الطفل المصري المولود في 1916، والمشهود له بالقوة منذ نعومة أظافره يهوى رفع الأثقال وحمل الأوزان حتى قرر أن يمارس هوايته بشكل أكثر احترافية وذلك عندما اشترك بنادي شبرا الرياضي عام 1934 والذي لم يمض كثيرا حتى بدأ لمعان نجمه بتحقيق انجازات كبيرة على مستوى المحافظات وبطولات الجمهورية.

وواصل خضر تفوقه الملحوظ حتى انضم للمنتخب المصري عام 1936 ليلتحق بالبعثة المصرية المشاركة بأولمبياد برلين وهو في سن الـ19 من عمره، حيث لعب التوني منافسات وزن 75 كجم والتي كان يحتكرها الألمان وقتها ببطليهما أزماير رودولف صاحب ذهبية لوس أنجلوس 1932 والذي سجل الرقم القياسي العالمي باسمه وأدولف فنجر المرشح الثاني للبطولة.

وفي مفاجأة للحضور وأبرزهم أدولف هتلر فاجأ البطل المصر الجميع بمجموع رفعات وصل إلى 387,5 كجم انتزع بها الميدالية الذهبية من أبطال ألمانيا الذين حلوا خلفه في المركزين الثاني والثالث.

فخرج لفظ “مستحيل” من الرئيس النازي هتلر، في فزع، عندما شاهد التوني يتألق ويتفوق على كل لاعبي العالم، ويخطف ذهبيتي رفع الأثقال من أبطال ألمانيا، فيتوتر ويخرج عن شعوره، ويصدم ببطل “حقق المستحيل”.

وهنا حكاية قصته المشهورة مع هتلر بالرغم من صدمته حين صافحه في المنصة بعد تفوقه على أبطال ألمانيا لتهنئته بالفوز قائلًا له: تمنيت أن تكون ألمانيًا وأريدك أن تعتبر ألمانيا وطنك الثاني.

وفي منافسات لندن 1948 كان التوني قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الميدالية الأولمبية الثانية في دورة لندن 1948 وكانت أول دورة أولمبية تقام عقب انتهاء الحرب العالمية وعقب وصول البعثة المصرية إلى لندن بأسبوع أصيب معجزة العالم خضر التوني بطل رفع الأثقال، وأمر طاهر باشا رئيس البعثة بدخوله المستشفى للعلاج فورًا وعدم السماح له بالاشتراك، وبعد دخول خضر التوني المستشفى رفض إجراء عملية جراحية في الزائدة الدودية وطالب الأطباء بالعلاج فقط، وفي أثناء بطولة رفع الأثقال بالدورة حضر خضر التوني وأجرى عملية الميزان فعلا وهو في وزن المتوسط وهو مريض ورفع ثلاث رفعات فقط في الخطف والضغط والنطر ثم سقط بعد ذلك على حلبة البطولة وقال “إن حبي لوطني مصر دفعني للاشتراك رغم المرض ومنع الأطباء”.

ولم يتوقف “التوني” عند هذا الحد بل واصل البطل المصري تألقه بتحطيم الأرقام القياسية والفوز ببطولة العالم في 3 نسخات أعوام 1946 و1949 و1950 والحصول على برونزية 1951.

الأمر العجيب والسيء، أنه عندما عاد البطل “خضر التوني” إلي مصر بعد حصده للميدالية وتحقيق إنجاز برلين، وجد نفسه مفصولًا من وظيفته الحكومية بسبب تغيبه عن العمل بدون إذن، فكان أمرًا سيئًا في التعامل من الحكومة المصرية، آنذاك في وقت حكم الملك توفيق والاحتلال البريطاني، لبطل أبى أن يترك جنسيته المصرية طمعًا في الألمانية والتقرب من الرئيس النازي هتلر، ولولا تقدير الرجل في العصر الحديث وتخليد اسمه بأحد شوارع القاهرة، لغفل الكثيرين عن شخصية البطل الحقيقية، إن كان ذلك كافيًا لتخليده!.

كان ملوك الحديد “التوني” وزملاؤه يمارسون الرياضة كهواية، فلم تكن ممارسة الرياضة وقتها تحقق مكاسب مادية كبيرة، وكان غاية ما يحصلون عليه هو قسائم من شركة الترام لركوب الترام مجانا، وكانت الجائزة الوحيدة بوليصة تأمين على الحياة بقيمة ألف جنيه

ومن المفارقات القدرية العجيبة أن “خضر التوني” لم يهنأ بقيمة التأمين، رغم أنه استردها بهدف بناء منزل له ولأولاده في حلوان، فبعد أن بنى المنزل وأثناء قيامه بتركيب أحد المصابيح، أصيب بماس كهربائي ، فسقط ميتا في لحظة عن أربعين عاما وذلك فى 22 سبتمبر 1956.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى