حكاية بطل| من رحم المعاناة يولد الأمل… كيشو وحلم معانقة الذهب الأولمبي في باريس 2024

“لا يوجد اخطر من رجل عاد من الموت”
مقولة تطلق دائما على الشخص الذي يظل يعاني من أمر ما فترة طويلة وخاصة في حالة المرض، ثم ينعم الله عليه بالشفاء.
لكن في مجال الرياضة، يجب الحذر من الرجل الذي يعود من بعيد، البطل الذي يحارب على حلمه حتى الرمق الأخير مهما كانت الصعوبات والتحديات، وخلال مشوار تأهل معظم أبطالنا للنسخة المنتظرة من الأولمبياد والمقررة في باريس الشهر القادم لا توجد قصة تمثل هذا المعنى أكثر من حكاية محمد إبراهيم “كيشو” بطل المصارعة الرومانية في وزن 67 كجم.
بداية مبشرة مع حلم
ولد محمد إبراهيم في مدينة الإسكندرية يوم 16 مارس 1998 في منطقة اللبان بمحافظة الإسكندرية، بدأ في ممارسة المصارعة الرومانية وهو في الخامسة من عمره ولا يوجد في مخيلته سوى تحقيق نجاحات مثله الأعلى وأسطورته كرم جابر صاحب ذهبية أثينا 2004.
توقع الجميع أن يكون كيشو خير خلف لخير سلف، وبدأت مسيرته مع البطولات والنجاحات منذ المشاركات الأولى في المعترك الإفريقي بعد الحصول على المركز الأول على مستوى الجمهورية في الأعمار المختلفة التي شارك بها.
وحصد صاحب 26 عاما الميدالية الذهبية في بطولة إفريقيا للشباب والناشئين عامي 2014 و2015، لتبدأ مسيرة من النجاحات مع الاحتفاظ بالحلم الكبير.
إنجازات إفريقية وعالمية مبشرة
انتقلت نجاحات كيشو في التتويجات الإفريقية من مرحلة الشباب إلى مستوى الكبار، بعد الحصول على الميدالية الذهبية في نسخة 2016 بالإسكندرية، والفضية في نسخة 2017 والتي أقيمت في مدينة مراكش المغربية في وزن 75 كجم.
ونجح البطل المصري في الحصول على المركز الأول في 4 نسخ مختلفة من بطولة إفريقيا “2018، 2019، 2020، 2023”.
وحصد الميدالية الذهبية كذلك في نسختين متتاليتين من دورة الألعاب الإفريقية في الرباط 2019 وأمرا 2023.
وحقق ابن الإسكندرية انجازا عالميا رائعا بالحصول على ذهبية بطولة العالم تحت 23 عاما في بوخارست 2018 وبودابست 2019.
الظهور الأولمبي الأول وتقليد احتفال أسطورته
تمثيل مصر في الأولمبياد بقى الحلم الذي يعمل عليه بطلنا والذي من اجله استمر في تدريباته الشاقة، وتمكن من الحصول على بطاقة التأهل لأول أولمبياد له بعد الوصول للدور قبل النهائي من بطولة العالم والتي أقيمت في كازاخستان عام 2019، ليمثل مصر في طوكيو 2020.
وتمكن كيشو من الوصول للدور قبل النهائي قبل الخسارة أمام الأوكراني بارفيز ناسيبوف بنتيجة 7-6، لكنه حافظ على حلمه بالعودة إلى مصر بميدالية أولمبية، وتمكن من حصد البرونزية بالفوز على الروسي أرتيم سوركوف، في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
وكرر البطل الأولمبي احتفال كرم جابر الشهير والذي احتفل بذهبيته في آثينا بلقطة شهيرة مع مدربه وهو ما قام به كيشو على البساط في طوكيو.
صدمة مع تأهل صعب وحلم ذهبي
بعد ما حققه “إبراهيم” في طوكيو ومع زيادة الخبرات والنجاحات، ارتفعت الطموحات في قدرته على قيادة أحلام المصريين من جديد والحصول على ميدالية ذهبية في المصارعة مرة أخرى.
لكنه عانى خلال الثلاث سنوات السابقة من الإصابات في فترات عديدة كلفته عدم المشاركة في الكثير من البطولات كما إنه دخل في أزمات متعددة مع مسئولي الاتحاد المصري للمصارعة بسبب المستحقات والحصول على المنحة الدولية إستعدادا للمشاركة في باريس 2024.
وتلقى اللاعب صدمة غير متوقعة له ولجميع متابعي المصارعة بعد فشله في الحصول على بطاقة التأهل الأولمبي من خلال الكوتة القارية، بالخسارة من التونسي سليمان نصر الدين بنتيجة 7-4 في ربع نهائي بطولة إفريقيا والتي كانت تلعب في الإسكندرية، ويبقى الأمل في الاختبار الأصعب بالتصفيات العالمية.
مع بداية التصفيات العالمية، تعقدت الأمور أكثر مع خسارته أمام بطل مولدوفا في ثمن النهائي بنتيجة 3 / 1 بعد تحقيقه فوزا صعبا على نظيره بطل بلغاريا بنتيجة 9-8 في دور ال 32، لينتظر المنافسة في أدوار الترضية حسب نتائج بطل مولدوفا في باقي مشوار التصفيات.
وتمسك صاحب برونزية طوكيو بالأمل الضعيف، وتمكن من التأهل للدور الثاني للترضية بعد انسحاب منافسه الكرواتي للإصابة ثم في الدور الثاني فاز على بطل سويسرا 9-0 ثم اكتسح بطل المانيا 8-0 بعدم التكافؤ ليتأهل الى مباراة الميداليه البرونزية، ويفوز على بطل كازخستان بنتيجة 8-0 (عدم تكافؤ)، ليحصد برونزية التصفيات العالمية ويلحق بركب المتأهلين لباريس.
ويأمل كيشو بالرغم من هذا التأهل الصعب أن يصنع التاريخ ويعانق الذهب ليسير على درب مثله الأعلى ومحبوبه كرم جابر.