بعد آخر تتويج للمنتخب الوطني الأول في كأس الأمم الإفريقية 1998 ببوركينا فاسو، شاركت مصر في 3 نسخ متتالية من البطولة القارية أعوام 2000 و 2002 و 2004.
حيث ودعت مصر نسخة 2000 والتي استضافتها غانا ونيجيريا أمام المنتخب التونسي بهدف نظيف في دور ال 8، لتكرر نفس السيناريو في نسخة 2002 في مالي أمام المنتخب الكاميروني، قبل أن تفشل في عبور الدور الأول في نسخة 2004 بتونس.
حتى جاءت الليلة التي لم تنم القاهرة فيها إطلاقاً احتفالاً بتتويج المنتخب المصري بكأس الأمم الإفريقية 2006 والتي استضافتها الدولة المصرية.
“حكاية بطولة” فقرة يومية يقدمها تتويج نيوز لقرائه خلال شهر رمضان الكريم؛ لإسراد حكايات البطولات القارية التي حصلها المنتخب الوطني والأندية المصرية.
واليوم سنسلط الضوء على المنتخب الوطني أثناء مشاركته في كأس الأمم الإفريقية 2006 والتي استضافتها مصر وتوجت بها على حساب المنتخب الإيفواري.
أقيمت النسخة ال 25 من كأس الأمم الإفريقية في مصر، خلال الفترة من 20 يناير حتى 10 فبراير 2006 ، بمشاركة 16 منتخباً إفريقياً.
“التصفيات المؤهلة والفشل المعتاد في التأهل للمونديال”
تم دمج تصفيات الأمم الإفريقية وقتها مع تصفيات كأس العالم 2006 في ألمانيا، حيث تأهل فقط متصدر كل مجموعة إلى المونديال، في حين صعد أفضل ثلاث فرق بالمجموعات ال 3 إلى كأس الأمم الإفريقية.
وكانت المجموعة الثالثة الاستثناء الوحيد والتي ضمت مصر “البلد المضيف” بسبب تأهلها إلى كأس الأمم كونها البلد المنظم، وبالتالي تم منح البطاقة الأخيرة إلى ليبيا التي احتلت المركز الرابع.
وكانت مجموعة مصر في التصفيات المؤهلة تضم منتخبات، ساحل العاج والكاميرون وليبيا والسودان وبنينخ، واحتلت مصر وقتها المركز الثالث برصيد 17 نقطة جمعتها من 10 مباريات، فازت في 5 لقاءات وتعادلت في مباراتين وهزمت في 3 لقاءات، وبالتالي فشل المنتخب الوطني في التأهل لنهائيات كأس العالم.
“قائمة المنتخب الوطني للبطولة”
ضمت قائمة المنتخب الوطني في البطولة 22 لاعباً هم، عصام الحضري وعبد الواحد السيد ومحمد عبد المنصف وإبراهيم سعيد وطارق السيد وعبد الظاهر السقا ووائل جمعة وأحمد السيد ومحمد عبد الوهاب وأحمد فتحي وأحمد حسن ومحمد بركات ومحمد أبو تريكة ومحمد شوقي وحسن مصطفى وأحمد عيد عبد الملك وحسام حسن وأحمد حسام ميدو وعماد متعب وأسامة حسني وعمرو ذكي وعبد الحليم علي.
ضربة البداية “دور المجموعات”
أجريت قرعة دور المجموعات والتي أسفرت عن وقوع منتخب مصر في المجموعة الأولى بجانب منتخبات، ساحل العاج والمغرب وليبيا.
واستهل المنتخب الوطني مشواره في دور المجموعات يوم 20 يناير 2006 بمواجهة نظيره الليبي، ونجحت مصر في الفوز بثلاثة أهداف نظيفة بأقدام وأحمد حسام ميدو ومحمد أبو تريكة وأحمد حسن.
وخاض المنتخب المصري ثاني لقاءاته في دور المجموعات أمام شقيقه المغربي والذي تعادل معه سلبياً، قبل أن يختتم مشواره في الدور الأول بالفوز على ساحل العاج بثلاثة أهداف مقابل هدف، بأقدام عماد متعب “هدفين” ومحمد أبو تريكة؛ ليتأهل الفراعنة إلى دور ال 8.
“الدور ربع النهائي”
صعد الفراعنة إلى دور ال 8 بعد تصدرهم جدول ترتيب المجموعة الأولى برصيد 7 نقاط، والتقوا في الدور ربع النهائي مع نظيرهم الكونغولي، والذي إكتسحه المنتخب المصري برباعية مقابل هدف بأقدام أحمد حسن “هدفين” وحسام حسن وعماد متعب؛ لتتأهل مصر إلى الدور نصف النهائي.
“الدور نصف النهائي”
واجه المنتخب الوطني في الدور نصف النهائي مع نظيره السنغالي الذي تأهل على حساب المنتخب الغيني، ونجح الفراعنة في تحقيق الفوز والتأهل بصعوبة بالغة، حيث تقدم الفراعنة بهدف في الشوط الأول بأقدام أحمد حسن قبل أن يتعادل أسود الترينجا في الدقيقة ال52؛ ليحل عمرو ذكي بديلاً لأحمد حسام ميدو ويحرز الهدف الثاني بعدها بلحظات من نزوله لأرض الملعب؛ لينجح المنتخب المصري في التأهل إلى المباراة النهائية للمرة السادسة في تاريخهم.
“المباراة النهائية” “التتويج الإفريقي الخامس”
إصطدم المنتخب المصري في المباراة النهائية بمنتخب ساحل العاج الذي تأهل على حساب نظيره النيجيري، والذي يبحث عن الثأر في هذه المباراة تعويضاً لخسارته أمام مصر في دور المجموعات.
وأقيمت المباراة يوم 10 فبراير 2006 على ستاد القاهرة الدولي، بحضور رئيس جمهورية مصر العربية وقتها الراحل محمد حسني مبارك، والكاميروني عيسى حياتو رئيس الإتحاد الإفريقي سابقاً، والسويسري جوزيف بلاتر رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم سابقاً.
وإنطلقت المباراة تحت حضور جماهيري مكثف من الجماهير المصرية تقدر ب 80 ألف متفرج، وتحت صافرة تحكيمية من تونس بقيادة الدولي مراد الدعمي، وكان يعاونه الرواندي سليستيان جونجيرا والجزائري إبراهيم دجيزار كحكاماً للراية.
وخاض المنتخب الوطني المباراة النهائية بتشكيل مكون من، عصام الحضري ومحمد عبد الوهاب وإبراهيم سعيد وعبد الظاهر السقا ووائل جمعة ومحمد شوقي ومحمد بركات وأحمد حسن ومحمد أبو تريكة وعماد متعب وعمرو ذكي.
وانتهت المباراة بالتعادل السلبي بين الفريقين وسط محاولات كثيرة من جانب المنتخبين لتسجيل هدف الفوز والتتويج؛ ليلجأ الفريقين لوقت إضافي.
لجأ المنتخبين لوقف إضافي على شوطين وأضاع أحمد حسن ركلة جزاء في الدقيقة 98 من عمر الشوط الإضافي الأول؛ ليلجأ بعدها الفريقين لركلات الترجيح والتي ابتسمت لصالح المنتخب الوطني بفضل تألق وبراعة عصام الحضري في حراسة المرمى؛ ليتوج الفراعنة بكأس الأمم الإفريقية للمرة الخامسة في تاريخهم.
الجدير بالذكر أن المنتخب الوطني قد نجح في التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية والتي ستقام في الكاميرون مطلع العام المقبل، وذلك بعدما تصدر مجموعته في التصفيات المؤهلة برصيد 12 نقطة.
