العاب فرديةمقالاتىرئيسية

في حوار لتتويج نيوز: حاتم ستين ما بين الطب والرياضة.. ولكل نجاح حكايات تُروى

كتب: محمود صبري

 

•فبراير 2019

“ستين نكن لك أقصى درجات الامتنان على كل ما قدمت من جهد وإخلاص في خدمة الاتحاد المصري للفروسية على مدار سنوات، ونتمنى لك خالص التوفيق خلال رحلتك المقبلة”.

بهذه العبارة تقدم الاتحاد المصري للفروسية من خلال منشور له على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بكل الشكر والثناء للطبيب المصري المعتمد من قبل الاتحاد الدولي للفروسية «حاتم ستين» على ما قدمه من عطاء كبير في خدمة الفروسية المصرية على مدار سنوات طوال كان فيها “ستين “نموذجًا للجد والاجتهاد في العمل.

•ديسمبر 2008

التخرج من كلية الطب البيطري جامعة المنصورة، ومن ثم تلقي اتصالاً من الاتحاد المصري للفروسية برئاسة هشام حطب ،للتدريب والعمل مع الفرسان والاعتناء بالخيول أثناء البطولات الدولية.

•يونيو 2009 مرورًا بـ 2010

مرافقة طبيب فرنسي، كان يعالج الخيول في مصر، وإتقان استخدام الكاميرا الحرارية للكشف عن الممنوعات في الخيل ،لأنها كانت محرمة، والتعيين رسميًا منسق فني للاتحاد للمصري للفروسية بمرتب رمزي لا يتجاوز الـ 1500 جنيه تحت وطأة ظروف معيشية صعبة إلى أن أضاءت الدنيا وجهها أمامه وعُين طبيباً معتمداً من الاتحاد الدولي للفروسية، وكانت تلك بالنسبة له حلقة الوصل بين الاتحاد المصري والاتحاد الدولي للفروسية وبين المنظمات الحكومية المصرية، ومنها وزارة الزراعة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تلك الأحداث والتواريخ التي ذُكرت، يجمعها رابط واحد: حاتم ستين.

الطبيب المصري المتعمد من قبل الاتحاد الدولي للفروسية، الذي خطف الإعجاب والذي يتلقى دائمًا الإشادات الحارة من قبل جميع من أثر فيهم وأثروا عليه، خلال مشوار حافل من الإنجازات المهنية في مجال الخيول وما حققه من إرث ضخم من النجاحات والتي تعج “بالمحطات الصعبة” ـ على حد تعبيره.

في المقابل، لم يشارك الطبيب البيطري المصري قص رحلته مع الاتحاد المصري للفروسية والتي أغلق عنها الستار مطلع عام 2019، وهذا ما دفع “تتويج نيوز “إلى التواصل معه.

“تتويج نيوز” سيصحبكم إلى رحلة كفاح مرعبة تنقل في بعض فصولها ستين بريًا مع الخيول عبر الحدود للمشاركة مع المنتخب المصري للفروسية في البطولات الكبرى، ومُبهجة في البعض الآخر كونه الطبيب الدولي الاستثنائي الذي تمكن أثناء حقبته داخل الاتحاد المصري للفروسية من إجراء أكثر من 5000 كشف على الخيول بمختلف البطولات المحلية منها والدولية.

يفتتح ستين حديثه لـ “تتويج نيوز” بالتأكيد على حكمة لازمته طوال حياته المهنية-: “من يتعب في بداية حياته العملية محبذًا الطريق الصعب سيصل حتمًا لنقطة مضيئة مستقبلًا”.

في أواخر عام 2008، تخرج ستين من كلية الطب البيطري جامعة المنصورة، وكان حيئذ يمر بأزمة مالية كبيرة ويحتاج إلى عمل مربح يسد من خلاله احتياجاته الشخصية.

يسترجع “ستين” هذه الذكريات: «بعد التخرج مباشرة تلقيت اتصالاً من الاتحاد المصري للفروسية، للتدريب والعمل، وبالفعل قابلت رئيس الاتحاد المهندس هشام حطب، وبدأت حضور البطولات وتدريب الفرسان».

ويضيف: «عاهدت نفسي منذ خطواتي الأولى مع الاتحاد المصري للفروسية على المضي قدمًا لتحقيق ذاتي في مجال طب وجراحة الخيول، وهو الأمر الذي تحقق بكرم من الله وتوفيقه».

لم تكن سنوات “ستين “الأولى مع الاتحاد المصري للفروسية هنية إطلاقًا، فقد ظل لفترة طويلة يعمل مع الاتحاد بأجر «رمزي» – على حد وصفه واستغنى عن فرص توظيف عديدة ،لأنه كان يرى عمله مع الاتحاد المصري للفروسية هو الطريق والمبتغى نحو تحقيق حلمه الذي لطالما سعى من أجله، وكانت زوجته أكبر داعمة له – في ضهري دائمًا، تحملت الكثير معي – يصف زوجته.

ويتحدث “حاتم ستين”: في بداية فترة عملي مع الاتحاد عانيت كثيرًا، كنت أتوجه رفقة بعثة المنتخب المصري للفروسية للمشاركة في بطولات خارجية حينئذ، وكنت أحمل الحقائب، وأعي جيدًا لتعليمات الأطباء من القوافل الأخرى من خلال التركيز على أدق التفاصيل فيما يخص طرق تعاملهم مع الخيول وتوجيه العلاج لهم، حتى أصبحت في فترة وجيزة “بروفيشنال في التخصص».

• ابتكار جديد وارتقاء وظيفي مميز

في منتصف 2009 بدأ ستين التعلم من طبيب فرنسي، كان يعالج الخيول وكان متخصصًا في استعمال الكاميرا الحرارية،للكشف عن الممنوعات في الخيل، ومن ثم تم تعيينه منسقًا فنيًا للاتحاد للمصري للفروسية، وطبيبا للاتحاد المصري للفروسية في كافة البطولات، إلى أن نال مقعد رئيس الاتحاد البيطريين المصريين داخل الاتحاد الدولي للفروسية، وعن هذه النجاحات أشار إلى أنه «كانت تلك من أهم اللحظات في حياتي، فبتوفيق من الله وصبر مثابرة تمكنت سريعًا من الارتقاء في العمل إلى أن أصبحت رئيسًا للأطباء البيطريين داخل الاتحاد الدولي للعبة لفترة تجاوزت الـ 6 سنوات، وكنت في غاية السعادة عندما تم تعييني في منصب رئيس اللجنة البيطرية خلال بطولة نهائي التحدي الكبير في الجزائر 2017 تحت أعين رئيس الاتحاد الدولي للعبة ومجموعة من الأطباء ممن كانوا قبل سنوات من هذا الحدث بمثابة أساتذة لي».

وأضاف “ستين “ابتكار الكشف عن الممنوعات في الخيول من خلال استخدام الكاميرا الحرارية كان ابتكارًا سحريًا، والحمد لله كنت مجيدًا في التعامل مع الكاميرا كأول مصري يتقن هذا الأمر، الذي أفادني بشكل كبير خلال عملي مع الاتحاد المصري في البطولات الكبرى منذ عام 2008 حتى تقدمت باستقالتي مطلع 2019، مكتفيًا بما قدمته من عطاء كبيرفي خدمة الاتحاد بتاريخ حافل بالبطولات والإنجازات بمختلف البطولات الخارجية.

• مشقة التوجه بالخيل بريًا صوب البطولات الخارجية

تطرق “ستين” في حواره مع “تتويج نيوز” بسرد محطات صعبة من حياته العملية ويقول: حضرت بطولات كثيرة وسافرت مع المنتخب المصري للفروسية إلى الخارج، وكنت أسافر في عربة الخيل بريًا تحت ظروف – لا يعلم بها إلا الله – وكانت هذه من أصعب الفترات، حيث مشقة السفر التي وصلت إلى 4 أيام في بعض الحالات، ولم أمتعض في يوم من الأيام من أي تعب ،لأنني كنت أقوم بواجب وطني، وسعادتي وأنا أقدم الدعم والعلاج لحصان مريض لا يضاهيها شيء في الحياة.

• الفرسان المصريون والنتائج المخيبة «أزمة نائل نصار»؟

استكمل الطبيب البيطري الدولي حديثه مع “تتويج نيوز” مستنكرًا كل ما يقال حول إخفاق الفرسان المصريين في تحقيق نتائج جيدة خلال مشاركتهم في البطولات الدولية الفترة الأخيرة وعقب: «الفرسان المصريون يقومون بأداء جيد للغاية ولا يوجد أي إخفاق، الفروسية المصرية برئاسة إسماعيل شاكر تحقق مشاركات مميزة في البطولات الخارجية، وأشكره على مجهوداته السخية في خدمة الرياضة».

وأضاف “ستين” مصر على مدار تاريخها مع رياضة الفروسية أخرجت لنا أسماء لامعة أمثال سامح الدهان، وعبد القادر سعيد والذين حققوا لمصر مشاركات مميزة في محافل عالمية كبرى، قبل أن تأتي خطوة تجنيسهم للعب باسم دول أخرى نظرًا لنشوب سوء تفاهم بينهم وبين إدارة الاتحاد المصري السابقة.

وعن أزمة نائل نصار أكد أن نائل نصار فارس مصري مخضرم ذو مكانة كبيرة عالميًا، وقرار عدم مشاركته في دورة الألعاب الأولمبية في باريس كان قرارًا صائبًا وإنسانيًا من الدرجة الأولى، فهو لم يكلف الاتحاد المصري جنيهًا واحدًا ولم يختلق أي مشكلات معهم، وتكفل برحلة سفر خيله الخاص من الولايات المتحدة الأمريكية إلى باريس على نفقته الشخصية، ولكن قبيل انطلاق البطولة أصيب الحصان ،ولهذا قرر نائل عدم المخاطرة بالدفع به في سباق أولمبي صعب قد يزيد من تفاقم الإصابة ،ولهذا قرر الانسحاب، فلماذا يهاجم إذًا، أيهاجم المرء على إنسانيته ورفقته بالحيوان؟!

• استبعاد الفروسية من الخماسي الحديث

كان الاتحاد الدولي للخماسي الحديث قد استبدل الفروسية باختراق الضاحية بالموانع كونها تحمل نفس فكرة الفروسية ولكن بدون أحصنة ليقوم الرياضيون بالعدو والقفز فوق الموانع بنفسهم لتحافظ رياضة الخماسي الحديث على رونقها ،حتى لا تصبح مختلفة كثيرة عما اعتاده متابعوها ، حيث أعلن استبعاد الفروسية من منافسات الألعاب الخمسة في أولمبياد لوس أنجلوس 2028، بهدف زيادة شعبية الخماسي الحديث وجعلها رياضة مواكبة للتطور.

وعن هذا القرار تحدث “ستين “وقال: «قرار استبعاد الفروسية من الخماسي الحديث أؤيده وبشدة ،فاللجنة المنظمة تجبر اللاعب على استقلال حصان لخوض المنافسة عن طريق نظام القرعة -إنت وحظك -وهذا ليس من العدل بتاتًا».

ويضيف: «تطبيق الفروسية بشكل عادل واحترافي في الخماسي الحديث يستدعي مبالغ طائلة ،كي يصطحب كل لاعب خيله الخاص للمشاركة به في المنافسات ،وهذا أمر مستبعد بالطبع ،ولهذا فقرار استبعاد اللعبة مع الخماسي الحديث كان صائبًا».

وفي نهاية حديثه مع “تتويج نيوز” حرص حاتم ستين على توضيح الفارق بين «الحصان العربي» بنظيره «الأوروبي» مشيرًا إلى أن الخيل العربي الأصيل هو واحد من أجود الأنواع في العالم، ويستطيع خوض كافة المسابقات بكفاءة عالية، كما هو الحال بالنسبة للحصان الأوروبي، وهناك الحصان الأولمبي وهو نوع استثنائي من الخيول قد يصل سعره لملايين الدولارات.

ويختتم مازحًا: «وهناك حصان المزارع، ده البركة كلها طبعًا”».

حاتم ستين
حاتم ستين

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى