راقية الرزقي لـ”تتويج نيوز” :التأهل للمونديال تحقق بعد عناء.. وحصد البرونزية على حساب مصر لم يكن سهلا

كتب: محمود صبري
انتصر المنتخب التونسي على نظيره المصري بنتيجة 25-22، في لقاء تحديد المركز الثالث ببطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة اليد للسيدات، والتي أُقيمت على أراضي الكونغو الديمقراطية.
كان المنتخبان قد حسما ورقة العبور إلى نهائيات كأس العالم لكرة اليد التي تقام في ألمانيا وهولندا نهاية العام المقبل، مع طرفي النهائي أنجولا والسنغال ،وتمكن المنتخب التونسي لكرة اليد للسيدات من حصد بطاقة التأهل لكأس العالم في نسخته المقبلة التي ستقام بألمانيا وهولندا من 27 نوفمبر إلى 14 ديسمبر 2025 بعدما تفوق على نظيره الكونغولي بنتيجة 28–24 في مباراة الدور ربع النهائي لكأس إفريقيا.
الجدير بالذكر أن سيدات نسور قرطاج قد حسمن تأهلهن للمونديال للمرة الحادية عشر في تاريخهن، بعد أن تعثرن في حسم بطاقة التأهل عن النسخة الماضية للمرة الأولى منذ سنوات، لتعود كرة اليد التونسية سيدات من جديد للمشهد العالمي.
وفي صدد إنجاز النسور بحصد ميدالية كأس إفريقيا على حساب الفراعنة، وحسم بطاقة العبور المونديالي
تحدثت راقية الرزقي لـ«تتويج نيوز» عن التحديات التي واجهت المنتخب التونسي خلال البطولة الإفريقية بعد التأهل بشق الأنفس من الأدوار الأولى وتقديم مستوى مميز للغاية في الدور ربع النهائي أمام المنتخب الكونغولي أصحاب الأرض والتأهل على حسابهم إلى بطولة العالم.
كما تحدثت راقية الرزقي – ذات الـ 28 عامًا – أحد أبرز لاعبات كرة اليد التونسية خلال العقد الأخير، عن مواجهة منتخب مصر في مباراة الميدالية البرونزية، إضافة للصعوبات التي تعرضت لها البعثة قبل انطلاق البطولة.
•الاستعداد للبطولة الإفريقية
تحدثت «راقية» أن الاستعدادات للبطولة الإفريقية كانت على أفضل صورة: «استعدينا للعرس الإفريقي بالمشاركة في عدد كبير من المعسكرات الداخلية والخارجية ما بين تونس وفرنسا، إضافة لخوض عدد لا بأس به من المباريات الودية والتي أضافت لنا الكثير وقدمنا خلالها مستويات مميزة».
وأضافت: «طموحاتنا نحن التوانسة كانت كبيرة، عاهدنا العزم قبيل التوجه نحو الكونغو الديمقراطية لخوض المنافسات الإفريقية على تقديم كل ما في وسعنا لإسعاد الشعب التونسي وحصد بطاقة العبور لكأس العالم بعدما تعثرنا في التأهل عن النسخة الماضية – وهو ما تحقق بالفعل».
• صعوبات ما قبل انطلاق منافسات العرس الإفريقي
أشارت «راقية» بأن: «رحلة التوجه للكونغو الديمقراطية لخوض منافسات البطولة الإفريقية لم تكن بالأمر الميسور إطلاقًا نظرًا لطول المسافة بين الدولتين والتي تزيد على 10 ساعات بالطائرة، اسُتهلت الرحلة من مطار تونس مرورًا بالتوجه إلى مطار المغرب (ترانزيت) وصولًا إلى الكونغو الديمقراطية».
استكملت النجمة التونسية، والتي قادت المنتخب التونسي خلال السنوات الماضية لاعتلاء منصات التتويج قاريًا عدة مرات؛ بفضل ما قدمته وما زالت مع ماتقدمه من مستويات فنية قوية: «عند الوصول إلى مطار الكونغو الديمقراطية توقعنا أنها ستكون نهاية المعاناة خصوصًا بعد رحلة سفر طويلة امتدت لساعات، إلا أن وصولنا للكونغو كان استكمالًا لرحلة المعاناة بعدما تأخرت الطائرة التي تحمل ملابس البعثة ومقتنياتها الخاصة بالبطولة، مما كان سببًا في انطلاقتنا السيئة في الدور الأول في البطولة».
• انطلاقة غير موفقة ومن ثم الصحوة وحسم بطاقة التأهل المونديالي
تطرقت نجمة الفريق الأول لكرة اليد بنادي “Stella Saint-Maur” الفرنسي القانط بدوري الدرجة الأولى الفرنسي، راقية الرزقي بالحديث عن انطلاقة سيدات قرطاج في منافسات البطولة الإفريقية وعقبت: «انطلاقتنا في البطولة لم تكن بالشكل المرجو والمنتظر منا نظرًا لما مررنا به من اضطرابات شاقة قبيل انطلاق البطولة، لقد حققنا فوزًا واحدًا في 5 مباريات من الدور الأول على حساب منتخب أوغندا وتعادلنا مع المنتخب الغيني، مقابل ثلاث هزائم أمام كل من أنغولا والكونغو الديمقراطية والكاميرون، لنمر إلى ربع النهائي وفي حقبتنا ثلاث نقاط».
وأردفت: «من رحم الصعاب يولد النجاح، وكأن تأهلنا الصعب من دور المجموعات كان طريقًا للمضي قدمًا في إثبات ذاتنا نحن المنتخب التونسي أحد أبرز كبار القارة، فانتفضنا في ربع النهائي في كنشاسا واستطعنا حسم التأهل للدور نصف النهائي على حساب البلد المستضيف بعد عناء، فضلًا عن اقتطاع أول بطاقة مؤهلة لمونديال 2025 عن قارة إفريقيا للمرة الحادية عشر في تاريخنا بعدما تعثرنا في التأهل عن النسخة الماضية».
• السقوط ضد سيدات داكار في نصف نهائي نال الإشادات
عبرت سيدات تونس للدور نصف النهائي من منافسات البطولة الإفريقية ليصطدمن بالمنتخب السنغالي المحلى بكوكبة من أفضل اللاعبات على مستوى القارة ممن تطغو عليهن الخبرات رغمًا عنهن بفضل احترافهن في شتى الدوريات الأوروبية فكان من الطبيعي أن تنتهي المواجهة بهزيمة سيدات قرطاج بنتيجة 26-18 بعد مباراة ماراثونية في شوطيها.
وعن كواليس المواجهة وتقديم المنتخب التونسي لأداء أجبر الجميع على رفع قبعة الإشادات له، علقت الرزقي: «قدمنا شوطين رائعين ضد سيدات داكار، وتحكمنا بالمجريات في عدد من دقائق المباراة، الشوط الأول كان سجالًا بين لاعبات كلا المنتخبين، ولكن سوء التوفيق كان عائقًا عن فرض قبضتنا على مجريات الشوط الثاني من المواجهة، وفي نهاية المطاف تمكنت لاعبات السنغال من حصد بطاقة الوصول للمباراة النهائية، بينما اتجهت أنظارنا لمواجهة المنتخب المصري في مباراة الميدالية البرونزية».
• حصد الميدالية البرونزية من أيدي الفراعنة وما وراء هذا الإنجاز
تابعت الموهبة التونسية ذات الباع الطويل من البطولات مع كرة اليد التونسية بمختلف منافساتها المحلية منها والقارية حوارها مع «تتويج نيوز» بالحديث عن مواجهة سيدات الفراعنة في مباراة حصد الميدالية البرونزية عن القارة السمراء التي حسمت لصالحهن وعلقت: «المباراة أمام المنتخب المصرى لم تكن سهلة على الإطلاق، فسيدات الفراعنة مدججات بكم من اللاعبات الشابات ذوي الكفاءة الفنية العالية، إضافة لوجود عدد من لاعبات الخبرة داخل المنتخب مما جعل اللقاء صعبًا للغاية على كلا الطرفين».
واستكملت: «خبراتنا نحن اللاعبات التونسيات كانت كلمة السر في تحقيق الانتصار بالشوط الثاني، كنا أكثر جودة في إنهاء الهجمات، وأوجه التحية لكافة لاعبات المنتخب المصري على ما قدمن من جهد كبير طوال فعاليات البطولة والتأهل لأول مرة في تاريخهن للعرس العالمي».
واختتمت الرزقي حديثها ل”تتويج نيوز “بالتأكيد على اعتزازها بالمستوى الذي قدمته رفقة لاعبات المنتخب من أجل مصالحة وإسعاد الجمهور التونسي بالتأهل لبطولة العالم المقبلة، كما حرصت على توجيه التحية لكافة مسئولي المنتخب التونسي بداية من الجهاز الفني والإداري وصولًا للأطقم الطبية والعاملين على كل ما بذلوه خلال فعاليات البطولة وما قبلها مما كان سببًا رئيسيًا في صنع هذا الإنجاز.