العاب جماعيةكرة قدم

ريال مدريد.. دوري أبطال أوروبا ملكي بلا منازع

انشيلوتي ... أنا الملك وسأتوج بدوري الأبطال

أيام قليلة تفصلنا عن المباراة الحاسمة والنهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا في نسختها رقم 67، والمؤهلة لبطولة كأس العالم للأندية.

ولكن الوصول للأدوار النهائية لا يعني الاقتراب من البطولة بأي شكل من الاشكال، فما خضته خلال مشوارك في البطولة هو أمر، والمباراة النهائية أمر ثاني ومختلف للغاية.

مختلف في حساباته وتعقيداته، مباراة لا تقبل القسمة على أثنين، فريقين من أعتي واقوي الفرق على مستوي العالم، الميرنجي “ريال مدريد”، والريدز “ليفربول”.

 

يدخل “الميرنجي” المباراة النهائية وفي رصيده 13 لقب لبطولة دوري أبطال أوروبا، ليكون أكثر نادي في العالم حصل على لقب البطولة الأقوى والاكبر في العالم بعد كأس العالم لكرة القدم.

ولكن ريال مدريد هذا عام لا يتسلح بالتاريخ والماضي فقط، ولكنه يعيش موسم من أفضل المواسم التي مرت على ريال مدريد وقائده كريم بنزيمه.

حيث استطاع الملكي ضمان الفوز بلقب الدوري الإسباني والتغريد منفردا قبل نهايته بالعديد من الجولات، لتريح اللاعبين خاصة في ظل تعثر منافسه والغريم التقليدي برشلونة في المنافسة هذا العام.

ولكن أنشيلوتي “المدير الفني لريال مدريد” متعطش للفوز باللقب الغائب عن النادي منذ 4 سنوات كاملة.

 

ريال مدريد لم يخسر نهائي قط!!!

 

حقيقة لا يعلمها كثيرون، وهي ان ما إن يصل ريال مدريد للمباراة النهائية فانه لا يخسرها أبدا، ففي أخر أربعون عاما، وصل الميرنجي الي نهائيات دوري أبطال أوروبا، فمنذ موسم 1980/1981، خسر الميرنجي أمام ليفربول بنتيجة 0-1، وكانت هذه هي اخر هزيمة يتلقاها الريال في نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث خاض حتى الان 7 مباريات نهائية استطاع فيها جميعا حصد اللقب الغالي له.

نهائي 2017/2018:

نهائي العاصمة كييف الشهير، الذي اقتنص فيه ريال مدريد لقب البطولة بعد الفوز على ليفربول بنتيجة 3-1، في المباراة الشهيرة التي أصيب فيها محمد صلاح في الدقيقة 31 بعد تدخل عنيف من سيرجيو راموس، اضطر صلاح لمغادرة ارض الملعب.

ليلة تألق فيها النجم الفرنسي كريم بنزيمة، حيث افتتح التسجيل في الدقيقة 51، ليعود ساديو مانيه ويدرك التعادل سريعا في الدقيقة 55.

ولكن جاريث بيل، يحرز هدفين في الدقيقة 64 والدقيقة 83، ليفوز الريال بلقب البطولة.

 

مشوار الريال خلال البطولة:

خاض ريال مدريد العديد من الحروب خلال مشواره بالبطولة، فمشواره بالبطولة لم يكن مفروشا بالورود، ويري مشجعي الملكي انه من خلال المنافسات التي خاضها فقط تكفيه للفوز باللقب، ولكن المباريات النهائية لها حسابتها وتعقيداتها بخلاف كل المباريات التي تخوضها خلال البطولة.

تواجد ريال مدريد في دور المجموعات بالمجموعة الرابعة، بجانب كل من إنتر ميلان، شاختار دونيستيك من أوكرانيا، وشيريف من ملدوفا.

تصدر ريال مدريد المجموعة بعد 5 انتصارات وهزيمة وحيدة في مباراة استثنائية من شيريف، والتي خسر فيها بهدفين لهدف، وفتحت هذه الهزيمة تساؤلات عديدة عن حال مستوي ريال مدريد الذي لم يكن متألقا في بداية الموسم.

 

دور الـ 16 للبطولة:

اصطدم ريال مدريد في دور الـ 16 بباريس سان جيرمان، واغلب المشجعين والنقاد اجمعوا على نهاية مشوار ريال مدريد في البطولة، خاصة بعد انتهاء مباراة الذهاب بهدف وحيد لباريس سان جيرمان، بأقدام الساحر كيليان امبابي في الدقيقة 94 من عمر اللقاء.

تسيد باريس سان جيرمان مباراة الذهاب، وسط تألق من حارس المرمي كورتواه الذي أنقذ مرماه من أكثر من هدف.

وفي مباراة العودة، تقدم باريس سان جيرمان، عن طريق امبابي في الدقيقة 39 من عمر الشوط الأول، ليصبح مجموع المبارتين 2-0 وتتصعب مهمة ريال مدريد كالعادة.

ومع انطلاق الشوط الثاني للمباراة، يبهر ريال مدريد الجميع، ويصعق بنزيمة شباك باريس بثلاثية تقلب الموازين، ويختل توازن النادي الفرنسي ويخسر المباراة وسط ذهول من جماهير الفريقين.

 

أكثر المتفائلين لم يتوقع بالريمونتادا المتواصلة:

 

ومع مرور الوقت، أصبح ريال مدريد أكثر قوة وشراسة، وبتألق كريم بنزيمه ليكون حديث العالم أجمع، صاحب الـ 34 عاما، يحقق الأرقام القياسية ويهز شباك الخصوم كشاب عشريني في مقتبل العمر… ولكن الخبرة مع عنصر الشباب هو ما جعل الريال سلاح فتاك في مواجهة خصومه.

 

دور الثمانية:

تم الإعلان عن قرعة دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا، تواجه فيها الميرنجي أمام البلوز تشيلسي، أحرز فيها المتألق كريم بنزيمة ثلاثية في شباك البلوز في مباراة خيالية الأداء من ريال مدريد، لتنتهي المباراة بثلاثة أهداف لهدف.

وفي مباراة العودة، يعود تشيلسي في ثلاثية نظيفة بأقدام لاعبيه في الدقائق 15، 51، 75، لترتبك الحسابات وتوتر جميع محبين وعاشقين الملكي لإحتمالية خروجه.

ولكن في الدقيقة 80، يحرز رودريجو هدف يعيد امال الريال في المباراة وتصل المباراة الي وقت إضافي من شوطين.

ومع انطلاق الشوط الثالث والصحوة التي تزيد من الريال قوة ورغبة في إنهاء المباراة، يأتي القناص كريم بنزيمة ليضع الهدف الثاني في شباك تشيلسي، والقاتل الذي يقلب الموازين، ويفوز الريال بالمباراة.

 

11 هدف تعبر بالريال في نصف النهائي:

مشوار الريال في البطولة لم يكن يبتسم إطلاقا، ولكنه كان أقوى من كل المنافسين، فمع وصوله للدور نصف النهائي، يصطدم الملكي بالعاصفة مانشستر سيتي، فريق في اعلي مستوي له، دفاعا وهجوما، مع مدرب تكتيكي من الطراز الأول هو بيب جوارديولا.

معركة مباراة الذهاب:

اذا لم تشاهد المباراة فانصحك بالرجوع ومشاهدة “الموقعة” التي جمعت بين الريال ومانشستر سيتي في مباراة الذهاب والعودة، ملحمة كروية من الطراز الأول وفريدة من نوعها، لا يختلف عليها احد انها من اقوي وافضل المباريات التي دارت خططيا و أداء.

الريال يتلاعب بقلوب وعقول المشجعين والمحبين له حول العالم، فما انت اعلن الحكم عن صافرته لانتهاء مباراة الذهاب بهزيمة الريال بنتيجة 3-4، ومع خصم عنيد هو مانشستر سيتي في قيادة بيب جوارديولا، فما كان لسال محبيه بأنهم قد خاضوا ما يكفي في البطولة أنهم فخورين بالأداء المبهر الذي اصبح عليه الفريق مع مدرب “داهية” مثل أنشيلوتي.

ولكن الريال في مباراة العودة اكد انهم اشباه انسان، هذه الكرة التي كنا نراها ليست كما نري الكرة من قبل، 90 دقيقة في المباراة والمشجعين يتابعون وكأنهم اجهدوا مع اللاعبين وكأنهم هم من في ارض الملعب.

ولكن “بطارية” لاعبي الريال لاتنتهي، ففي مباراة العودة تقدم رياض محرز لمانشستر سيتي في الدقيقة 73، لتصبح النتيجة الإجمالية 3-5، وتصاب الجماهير بالإحباط، بل ويغادر العديد من الجماهير خارج الملعب معلنين استسلامهم للمباراة في ظل وجود فريق متكامل مثل مانشستر سيتي.

 

المرة الثالثة على التوالي… الريال يلعب الي اخر ثانية:

يدفع أنشيلوتي بكل الأوراق الرابحة في المباراة على امل أخير، خاصة في ظل خروج كيفين دي بروين، وخيسوس، ليفقد السيتي امتياز خط النص، بعد ان ظن جوارديولا انه قد تملك المباراة ولا سبيل لعودة الريال مرة اخري.

 

ولكن الريال يضرب بكل القوانين والفيزياء والاجهاد عرض الحائط ليعود في الدقيقة 90 بهدف لرودريجو، ثم يضرب بعدها بدقيقة الهدف الثاني ليتعادل الريال في مباراة تلهب القلوب ويصلوا للوقت بدل الضائع.

ويخرج كريم بنزيمة عن صمته، ويجعلنها امام الجميع “انا موجود … إذا انا أضع الأهداف”، ليصعق مانشستر سيتي في الدقيقة 95 بهدف قاتل يجعله متقدما وسط ذهول من مشجعين الريال وحسرة وانكسار للاعبي مانشستر سيتي، ودهشة وغضب لجوارديولا.

مباراة تعيش في الاذهان طويلا يصل بها الميرنجي الي المباراة النهائية ليواجه ليفربول مرة اخري، فهل يحصد الريال اللقب الغالي، ام يوقف الريدز ماكينة الأهداف والالقاب، وسط مباراة “رد إعتبار” للملك محمد صلاح ورفاقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى