صور وفيديو .. القرية الأولمبية باريس 2024 .. تحفة معمارية ونظام صحي متكامل لخدمة الرياضيين

تستعد فرنسا لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 في النسخة 33 للأولمبياد وهي المرة الثانية التي تستضيف باريس الأولمبياد بعد 100 عام من الاستضافة الأولى عام 1924، حيث تقام منافاسات أولمبياد باريس 2024 في الفترة من 26 يوليو 2024 إلى 11 أغسطس 2024، بينما ستقام دورة الألعاب البارالمبية في الفترة من 28 أغسطس 2024 إلى 8 سبتمبر 2024.
واستعدت فرنسا بالشكل الأمثل لاستضافة الأولمبياد وكان من أبرز تلك الاستعدادات بناء القرية الأولمبية التي تجمع الرياضيين والأجهزة الفنية والإدارية من كل دول العالم.
القرية الأولمبية تحفة معمارية ونظام صحي متكامل
تم تشييد القرية الأولمبية خلال 7 سنوات والتي تستغرق حوالي 14500 رياضي مع الطواقم المرافقة لهم وستمتد القرية عبر أجزاء من ثلاث مدن: سان دوني، سان أوين وايل-ليل سان-دوني سيتم تقديم ما يصل إلى 60.000 وجبة يوميًا، وستكون هناك عيادة طبية متاحة للرياضيين في جميع الأوقات.
بعد الألعاب الأولمبية والبارالمبية ستتحول القرية إلى حي يعيش فيه حوالي 6 آلاف شخص من الضواحي المجاورة والتي تشمل سانت وين وسان دوني وليل سان دوني.
نظام التبريد
يثق منظمو دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 في قدرتهم على الاستغناء عن مكيفات الهواء في قرية الرياضيين ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة مجددا خلال الصيف في أوروبا؛ لكن لن يكون هناك مكيفات هواء في غرف الرياضيين المشاركين في أولمبياد باريس 2024 مع استخدام نظام تبريد بدلا من ذلك.
وقال يان كريزنسكي، المسؤول عن تسليم الملاعب والبنية الأساسية لأولمبياد باريس 2024: “لقد صممنا هذه المنشآت بحيث تكون أماكن مريحة للعيش فيها في الصيف وفي عام 2024 وما بعده لن نحتاج إلى مكيفات الهواء في هذه المباني لأننا جعلنا واجهات المباني غير معرضة لأشعة الشمس أكثر من اللازم خلال الصيف ،كما أن المواد العازلة في الواجهات فعالة حقا”.
وأضاف: “نحن نوفر أيضا المياه الباردة بشكل طبيعي والتي نحصل عليها من تحت الأرض لتبريد هواء هذه الغرف، لذلك لن نحتاج إلى مكيفات الهواء في الصيف هنا”.
تم تصميم القرية كذلك لتقديم جزء جديد من المدينة، مطابق للمعايير البيئية النموذجية لباريس 2024 لسكان سين سان دوني وتم البناء وفقًا للمعايير البيئية الرائدة، لتلبية متطلبات الرياضيين خلال الألعاب ولتعود بالفائدة على المجتمع في السنوات المقبلة.
وتحتوي القرية على 2500 منزل جديد وسكن طلابي واحد وفندق واحد وحديقة خضراء مساحتها ثلاث هكترات وحوالي سبع هكترات من الحدائق والمتنزهات و120 ألف متر مربع من مكاتب العمل ومرافق خدمات المدينة و3 آلاف متر مربع من المحلات التجارية المجاورة.
مدينة المستقبل
بالإضافة إلى المظهر الحديث للمباني، كانت الالتزامات التي تتوافق مع رؤية باريس 2024 لألعاب ذات انبعاثات منخفضة الكربون وإشراف مالي رشيد هي التي جعلت الميزان يميل لصالح العرض الفائز وستستوفي القرية متطلبات باريس 2024 و”سوليديو” فيما يتعلق بالتميز البيئي.
ستساعد القرية في حماية وتعزيز التنوع البيولوجي (عن طريق أسطح مبنية لإيواء الحشرات والطيور، وأسوار ذات فتحات تسمح بمرور الحيوانات الصغيرة، وما إلى ذلك)
ستساعد ميزانية انبعاثات الكربون في تحقيق الأهداف الواردة في خطة المناخ لباريس والبقاء على المسار الصحيح لتحقيق محايدة الكربون في 2050 (على سبيل المثال، استخدام الخشب وغيره من المواد العضوية الأخرى في عمليات البناء الخاصة بالألعاب)
ستساعد القرية على تكييف المدينة مع المناخ في 2050، بوجود ميزات من شأنها استيعاب وتخفيف آثار تغيّر المناخ
بعد انتهاء الألعاب، سيباشر المُشغّلون إعادة توظيف الوحدات السكنية في القرية في نوفمبر 2024 وسيُقدّمون حيًا وظيفيًا جديدًا مسؤولًا بيئيًا، والذي سيندمج ضمن مدينة المستقبل في 2025.
وتضم القرية حوالي 40 مبنى برجيا منخفض الارتفاع، وسيتضمن مطعما مفتوحا على مدار 24 ساعة وحانة للمشروبات الخالية من الكحول ومنطقة ترفيهية، فضلا عن مرافق التدريب.
وساهمت الدولة الفرنسية بمبلغ 646 مليون يورو (700 مليون دولار) من المال العام، والباقي من أكبر الشركات العقارية في فرنسا التي طورت مناطق مختلفة من الموقع الذي تبلغ مساحته 52 هكتارا.
وبعد الألعاب الأولمبية والبارالمبية، سيتم بيع ثلث الشقق البالغ عددها 2800 لأصحاب المنازل الخاصة، وسيتم استخدام الثلث للإسكان العام، والباقي سيكون للإيجار بما في ذلك للطلاب.
ويختلف كل مبنى عن الآخر، مع اختلافات صارخة في تصميم الواجهة واللون.
وتعد منطقة سين-سان دوني من أفقر المناطق وأكثرها انتشارا للجريمة في فرنسا، وهي محور الاستثمار العام للألعاب.
وتضم القرية حوالي 82 مبنى و3000 شقة و7200 غرفة على موقع مساحته 52 هكتاراً، بين سان دوني وإيل سان دوني وسانت وان شمال باريس، وتم تشييد كل شيء وفقًا لأحدث المعايير البيئية.
وسيكون هناك رياضيان في كل شقة، لكل منهما غرفة نوم مساحتها 12 مترًا مربعًا، وقد صُنعت قواعد السرير من الورق المقوى القابل لإعادة التدوير.