وداعا كابتن ميمي الشربيني.. “الألفة” الذي أشعرنا دائما بالالفة معه

رحل عن عالمنا اليوم اسطورة مصرية رياضية كبري بكل ما تحمله الكلمة من معني “الأسطورة”.

رحل عن عالمنا رجلاً أشعر كما اظن انه يشعر ايضا من يقراء السطور هذه بالحزن عليه لافتقاده منذ سنوات وغيابه عن الاضواء واليوم لرحيله التام عن دنيانا.

رجلاً عندما يذكر أسمه تلقائيا نبرة صوته ترن مباشرة في مخيلتنا، رجلاً عشنا معاه العديد من لحظات فرحة وسعادة بالانتصارات وحزن ايضا في الانكسارات الكروية للفرق والمنتخبات المصرية.

رجلا أشعرنا معه بالألفة والونس وحب الكرة الجميلة والطيبة المصرية الخالصة.

رجلاً تربينا رياضيا بجزء من فضله بعد ان علما جيلا بعد جيل معاني ومصطلحات الكرة وعشنا معه العديد من الذكريات التي لم ولن تنسي.

فقد رحل اليوم الكابتن الكبير ميمي الشربيني  نجم الكرة المصرية ومن أهم المعلقين الرياضيين في التاريخ عن عمر يناهز 88 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.

وكان الراحل أحد اساطير الكرة المصرية علي مر تاريخه حيث بدا مسيرته في نادي المصري القاهري إلي ان تحقق حلمه بالانتقال إلي النادي الأهلي الذي صال معه وجال وحقق نجوميته بعد الفوز بالعديد من الألقاب مع جيل تاريخي للمارد الأحمر.

وبعد انتهاء مسيرته الرياضية لم تنته حكايته حيث بدأ فصلا جديداً خطف به حب كل عشاق الساحرة المستديرة بعد ان بات مذيعاً ومعلقا كروياً.

وخلال سنوات عمله امام الميكروفون خطف ميمي القلوب بصوته المبهج المحبب للقلوب وخفة دمه المعهودة لدرجة انه يشعرك بالألفة والونس ليس بشخص غريب عليك او مجرد معلق تليفزيوني.. ويوصف لك الأحداث داخل المستطيل الأخضر كانك متواجد داخل الملعب.

ولم تقف براعة الشربيني عند ذلك الحد بل يجوز ان يطلق عليه انه صاحب براءة اختراع للعديد من المفردات والجمل في قاموس كرة القدم والتعليق الرياضي التي تعلمها جيلا بعد جيل بفضل هذا الموهوب.

فمن من ينسي تلك الجمل المحفورة في الذاكرة بصوته المعهود  : ” ٩٠ دقيقة أشغال شاقة كروية- ياتري محفظتك فيها ايه النهاردة يامانويل ياجوزيه- المباراة علي صفيح ساخن- ياخبر أبيض – حرام عليك يا طارق – حط ياراااجل- مش معقول يا جماعة دي قصة هدف- ياسلااااام- رقص من خرم أبرة- مواليد منطقة الجزاء- ابراهيم سعيد يطلق احد قذائفه من ٣٠ ياردة ولكن العارضة تتعاطف مع الزواوي- ياسلام يا حازم يا أمام معجون كرة يابني اكسترا مهارات اكسترا حركات – القافلة البيضاء والقافلة الحمراء- عشاق الفن الكروي الجميل- جميل جميل تسلم رأسك يابني- ضربة رأسك مبرمجة علي الأهداف يابني- هوباااا”.

فاليوم نودع “الألفة” اللقب الذي استحقه واطلقه عليه الناقد الكبير نجيب المستكاوي لنفقد جميعا الألفة التي اشعرنا بها هذا الرجل علي مدار حياته.