العاب جماعيةكرة قدمىرئيسية

رحلة داخل مشاعر موسيمانى

بعدما يزيد على عام .. أين اختفت ابتسامة الجنوب إفريقى؟!

“ده حبيبى لون الشكولاته ، أسمر سمار دمه شرباته ،حبيبى حبيبى دمه خفيف شرباته” .. بهذه الكلمات البسيطة التى غناها الكينج محمد منير ربما تكون خير وصف وتمثيل لجمال وعذوبة أشقائنا الأفارقة الذين دائما فى أى صوب وحين تسبقهم روحهم الطيبة وابتسامتهم للجميع.

اللقاء الأول

وبكل تأكيد يعتبر ابن جنوب أفريقيا بيتسو موسيمانى المدير الفنى للنادى الأهلى واحداً ضمن هؤلاء .. الذى عرف للجمهور المصرى حتى منذ قبل انضمامه للأهلى فى أثناء فترة توليه الإدارة الفنية لصن داونز حين فاز على الأهلى بالخماسية الشهيرة والتأهل على حساب الأهلى بدورى أبطال أفريقيا .. ولأول مرة يتحدث موسيمانى وجهاً لوجه أمام المصريين خلال المؤتمر الصحفى الخاص بالمباراة من قلب ستاد برج العرب وظهر بابتسامته ووجهه الطفولى وبتواضع غريب -كمنتصر – أكد خلال حديثه قائلا:” فإذا قال لي أحد أننا سنفوز بهذه النتيجة لم أكن أصدقه، فالأهلي فريق كبير ونادي القرن، ولكن ما حدث وارد في كرة القدم، ويجب أن أتحلى بالتواضع والأحترام للمنافس لأن النتيجة كبيرة”.
وأضاف :” نحن فريق صغير تأسس عام 1974 ونعلم جيداً تاريخ تأسيس الأهلي ويمكن ملاحظة الفارق بين الناديين بالنظر إلى عدد النجوم على قميص كل فريق”.

وأكد”سأحدث أطفالي عما فعله صن داونز أمام الأهلي هنا، ما حدث سوف يُسجل في التاريخ خاصة أنه أمام ناد كبير”.
كلمات موسيمانى رغم فوزه الكبير والمهين للأهلى والذى سيخلد فى الأذهان كثيراً لدى الجماهير الحمراء لم يقابله أى هجوم أو تعدى عليه من جانب الجماهير على عكس المتوقع لأنه كسب حبهم قبل احترامهم وذلك أولا لقدراته الفنية وثانيا والأهم انه لم يتعال أو يتعجرف على الأهلى واعترف بحبه لهذا النادى الكبير ، كلمات موسيمانى نزلت كالماء النقى على قلوب المصريين وخاصة الأهلوية .

معشوق الجماهير

تمر الأيام وينقلب الحال بعد أن أصبح بيتسو الغريم هو القائد بعد خطوة جريئة من إدارة الأهلى بعد أن قررت التعاقد معه لتولى المهمة الفنية للأهلى عقب رحيل فايلر ليصبح موسيمانى أول مدير فنى أفريقى للمارد الأحمر فى التاريخ .
ومع أول ظهور له مع نادى القرن لم تختف ابتسامته المعهودة التى تكسو وجهه والتى يوزعها على الجميع.
تولى موسيمانى جاء فى توقيت حرج للغاية للأهلى حيث ينافس الفريق على ثلاث بطولات وفى مراحلها الحاسمة الأولى كانت الدورى الذى كان شبه حسم والثانية وهى الأهم بطولة أفريقيا حيث بلغ الفريق نصف النهائي ويتبقى له خطوتان على نيل اللقب وفى مهمة كبيرة استطاع الجنوب أفريقى اقصاء الوداد من نصف النهائي ليواجه الغريم التقليدى الزمالك فى نهائي القرن وبالفعل يحقق اللقب الغالى ليدخل قلوب الأهلوية من أوسع ابوابها وبعدها بأيام حقق الكأس لينجح فى خلال أيام بسيطة من كتابة تاريخ مع الأهلى ويزيد هذه الانجازات بعدها بسوبر مصرى وسوبر أفريقى وبرونزية مونديال الأندية بل وبطولة أفريقيا جديدة محققا لقبين قاريين فى أقل من عام واحد.. ليزداد يوما بعد يوم عشقا لدى الأهلوية وهو مازال هو نفس الشخص بنفس بساطته وابتسامته حتى و إن تم انتقاده على أشياء قد تبدو بسيطة.

أين ولماذا؟

وعلى عكس المتوقع انقلبت الآية واختفت من على وجه بيتسو موسيمانى الابتسامة الذى تعود الجميع ان يراه بها .. فمن أين ولماذا كان السبب فى ذلك؟
الإجابة عن السؤال قد تبدو للوهلة الأولى انه أمر طبيعى أو قد تكون مجرد صدفة لا تستحق التركيز معها .. ولكن الإجابة عن ذلك إجابة مركبة.

أول هذه الأمور كانت فى وسط كل هذه النجاحات والانجازات التى سطرها الجنوب أفريقى رفقة المارد الأحمر أخفق فى خسارة بطولتين “دورى وسوبر مصرى” فى لحظة انقلب الوضع ونزل موسيمانى من على الأعناق وبات مستباحاً للنقد بل والأدهى أنه بات يتم التشكيك فيه وفى قدراته الفنية وأنه أقل من يتولى زمام أمور أكبر ناد فى القارة.
مجرد بطولتين كان لهما مفعول السحر فى علاقة الجنوب أفريقى مع جماهيره.
من ناحية أخرى كان شعور موسيمانى أن هناك من يستقل ويستخف به ، أزمة جديدة يمر بها مدرب الأحمر .. التفاصيل البسيطة هى من تحدث عنها الجميع عندما شاهدوا لقطة كهربا وموسيمانى الشهيرة فى نهائى القرن الذى تم تفسيرها بعد ذلك أن اللاعب كان يقترح على مدربه بعض التعليمات الفنية الخاصة بالمباراة بالدفاع برباعية لتأمين المرمى بعد هدف القاضية ، قد تكون هذه الواقعة مرت بسلام ولكن بعض مشكلات كهربا المستمرة مع الفريق قد تكون أشعرت موسيمانى أن اللاعب يستقل منه أو بالأحرى “شايف نفسه عليه” وهو بالتأكيد ما كان له رد فعل طبيعى من المدير الفنى تجاه لاعبه بعقابه واستبعاده من اللعب لفترة طويلة.
وبعد فترة طويلة ازداد استياء موسيمانى بعد واقعة المؤتمر الصحفى الشهيرة بتسريب الأخبار والتى ارتبطت بكهربا أيضا.
ربما لم تكن تلك الأسباب حقيقية ولكن بالتأكيد كان لها أثرها النفسى على بيتسو.

من الأسباب أيضا التى ساهمت فى تغير موسيمانى هو شعوره الداخلى أن النادى الأهلى مازال يقيمه خاصة بعد فترة طويلة لم يعرف مصير تجديده .. بل وعندما تم مناقشة الأمر مع الإدارة والحديث عن التجديد رفضت طلباته وتم ايقاف التجديد مؤقتا .. بالتأكيد إدارة الأهلى لها الحق فى الموافقة أو الرفض على طلبات موسيمانى ولكن من وجهة نظر بيتسو يرى أنه له الحق أن يتم تقديره على ما قدمه مع الأهلى.

وفى ظل كل ذلك كانت أسهم الانتقادات تطول المدرب من كل صوب واتجاه سواء كان فائزاً أو خاسراً .. الجماهير على السوشيال ميديا تنتقد ، والاعلاميون فى المؤتمرات الصحفية يهاجمون .. يوم فوزه على الزمالك بخماسية فى الدورى هذا العام كان رد الفعل الطبيعى أن يتم تقدير هذا الرجل مجرد تقدير فقط على أقل تقدير ليس حتى إشادة و لكنه فوجئ بأنه يتهم بعدم الفوز بنتيجة أكبر .. الوضع ليس له مبرر خاصة أنه ناجح .

بالأرقام مع الفريق ولكن على أرض الواقع هناك دائما مقولة تشير إلى أنه لا يوجد أحد فوق الانتقاد .. ولكن عند الغوص فى أفكار ومشاعر وتجربة موسيمانى ربما يتبين أنه لا يرى الأمور من هذه الزواية .. وقد تتضح هذه الصورة بشكل أكبر عندما وصلت الأمور للصفيح الساخن حين تم انتقاد لاعبه المحترف الأفريقى لويس ميكيسونى ووصف احد الصحفيين له بأنه لاعب سيئ .
تلك اللحظة بالتحديد ظهر ما يطويه موسيمانى داخله وانفجر غضبه على مرأى ومسمع من الجميع عندما دافع بقوة واستماته عن لويس وانه المدير الفنى وهو صاحب القرار .
ردة الفعل لم تكن بسبب الفنيات ولكن رأى الصحفى البعيدة تماما عن التمييز أو العنصرية “لمس الجرح” عند بيتسو وجعله ينفجر.

رسالة حب

كل تلك المشاعر المتضاربة جعلت بيتسو يخفى ابتسامته وعليه دور مهم ، علينا جميعا أن نعيد له هذه الابتسامة ليس بمجاملته أو الثناء عليه فنيا وتكتيكا ولكن أن يشعر بالتقدير .. ولابد ان يصل له بشكل واضح وصريح ان المصريين أبعد من يكونوا عن العنصرية أو التمييز وأن المصرى الأصيل محب بطبعه لأشقائه من كل العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى