“لو لم تخسر، لا يمكنك الاستمتاع بالانتصارات. لذا يجب أن أقبل كلاهما”.
كلمات بسيطة تمثل تفكير وعقلية واحد من أفضل الرياضيين بالعالم وليس مجال التنس فقط، ماتادور الكرة الصفراء الإسباني “رافائيل نادال“.
ولد “رافا” كما يحب أن يطلق عليه، بمدينة باناكور في جزر البليار شرق إسبانيا، يوم 3 يونيو 1986، يستخدم يده اليسرى ويعتبر لاعبا دفاعيا من الطراز الفريد.
وسيبقى يوم 30 يناير 2022 في ذاكرة الإسباني وتاريخ التنس العالمي، لما لا وقد شهد ريمونتادا تاريخية له بعد تمكنه من فض الشراكة بينه وبين السويسري “روجر فيدرر” والصربي “نوفاك دچوكوفيتش” في صدارة الأكثر تتويجا ببطولات جراند سلام في تاريخ تنس الرجال، بعد وصوله للرقم 21، عقب الفوز على الروسي “دانييل مدفيديف” في نهائي أستراليا المفتوحة، بثلاث مجموعات مقابل اثنتين وحصد لقبه الثاني بالمسابقة بعد غياب 13 عاما.
وعاد “نادال” للمباراة رغم تأخره في النتيجة 2-0 بالمجموعات لكن عزيمة وإصرار المصنف الأول سابقا مكنته من حصد اللقب.
بدأت مسيرته مع كرة المضرب وهو في الثالثة من عمره، عن طريق عمه “توني نادال” مدربه منذ البداية وحتى عام 2017، على الرغم من عشقه للكرة وتوقع الجميع لتألقه بها مع وجود عمه الآخر “ميجيل أنخل نادال” لاعب برشلونة ومنتخب إسبانيا، لكنه اختار التنس وعشق ريال مدريد.
احترف “نادال” رسميا في سن الخامسة عشر، وشارك في بطولتين من تنظيم الاتحاد الدولي للعبة. وفي عام 2002 عقب بلوغه سن السادسة عشر وصل إلى الدور نصف النهائي من بطولة ويمبلدون للناشئين خلال أول مشاركة له بأحد البطولات الكبرى للصغار.
وبدأت سلسلة نجاحاته، حيث فاز بلقبين من بطولات التشالنجر وأنهى عام 2002 مصنفا ضمن الخمسين الأوائل في العالم. كما نجح بالوصول للدور الثالث في أول ظهور له في فردي الرجال ببطولة ويمبلدون لعام 2003، وهو في السادسة عشر من عمره، مما جعله أصغر لاعب يصل إلى هذا الدور منذ الألماني بوريس بكر عام 1984.
وقال “أرمادا” عقب وصوله للدور نصف النهائي للبطولة حول رأيه حال كسره لهذا الرقم “لا أعتقد أن سعادتي في المستقبل ستتوقف على نجاحي في التقدم بلقب على الآخرين أو حزني لنجاح الآخرين في التفوق برقم على ما حققته”.
وفاز “رافا” بتلك الألقاب في عدد نهائيات أقل من منافسيه، حيث وصل للمباراة الأخيرة في 29 بطولة، بالرغم من وصول السويسري والصربي إلى 31 نهائي.
اللقب الأول بالملعب المفضل:
حقق صاحب 35 عاما العديد من البطولات والنجاحات سواء على الصعيد الفردي أو مع منتخب بلاده، لكن تبقى بطولات جراند سلام هي الأفضل في مسيرته.
لقبه الأول كان في الملعب المفضل له، عام 2005 حقق “ملك الملاعب الترابية” بطولة فرنسا المفتوحة “رولان جاروس” ليكرر انجاز الأمريكي “بيت سامبراس” ويصبح أول مراهق “19 عاما” يحقق لقب بطولة من الأربع الكبرى منذ 1990.
وتستمر تتويجات “نادال” في فرنسا لتصل للرقم 13، وهو رقم قياسي على صعيد الرجال والسيدات في أي بطولة جراند سلام، منها 5 مرات متتالية (2010 وحتى 2014).
ويمبلدون:
شهدت البطولة التي تقام على الملاعب العشبية أول مشاركة للإسباني في عام 2003 وخرج من الدور الثالث، ولم تمر سوى ثلاث سنوات حتى خاض النهائي الأول، لكنه خسر في مواجهة “فيدرير”، كما خسر نهائي 2007 أمام نفس اللاعب.
اللقب الأول له على الملاعب الإنجليزية كان في 2008 وعلى حساب غريمه السويسري ليقتنص كأس بطولة ويمبلدون ويرفع رصيده باللقب الثاني في 2010، ومنذ ذلك التاريخ ولم ينجح في الحصول على البطولة للمرة الثالثة.
فلاشينج ميدوز:
شهدت ملاعب الولايات المتحدة المفتوحة التتويج الأول لرافائيل نادال عام 2010 ونجح في زيادة غلته بثلاث نسخ أخرى أعوام (2013، 2017 و2019).
النجاحات مع منتخب بلاده:
إنجازات “رافائيل نادال” لم تقف عند الصعيد الفردي فقط، لكنه حقق العديد من النجاحات مع منتخب بلاده.
فاز مع”لاروخا” بكأس ديفيز 5 مرات (2004، 2008، 2009، 2011 و2019)، كما توج بذهبية أولمبياد بكين 2008 للفردي وذهبية الزوجي في ريو دي جانيرو 2016.
وبعيدا عن الملاعب، فإن عاشق ريال مدريد يتمتع بشخصية محببة من الجميع، ولا ينسى له جميع عشاق اللعبة كلماته بعد التتويج ببطولة أمريكا المفتوحة 2019، حين نعى نجل”كريم العلمي” النجم العربي السابق واصفاً إياه بالصديق واللاعب المميز قائلاً “أريد أن أتذكر حادثا مؤسفاً تعرض له صديقي كريم العلمي منذ بضعة أسابيع، بفقدانه نجله لذا أريد أن أرسل تحية وعناقاً له ولعائلته”.
يذكر أن “رافا” تمكن من هزيمة المصنف الأول للتصنيف العالمي حين يواجهه في 22 مناسبة، وهو رقم قياسي مسجل باسمه.
