العاب فرديةمنازلات

حكاية بطل.. محمد رشوان أسطورة رياضية عنوانها الأخلاق قبل البطولات

رشوان فى لقاء مع طلاب مدارس اليابان: الرياضة ليست حربا وعلينا أن نعود إلى أصل القيم الرياضية

سجل البطل المصري محمد رشوان أسمه في السجلات الذهبية للرياضة العالمية بصفة عامة ولعبة الجودو بصفة خاصة، ليس فقط كونه صاحب الميدالية الأولمبية الوحيدة لمصر في أولمبياد لوس انجلوس 1984 عندما حصل على الميدالية الفضية في مباراة ستظل محفورة في الذاكرة الرياضية.

بدأ رشوان علاقته بالرياضة بممارسة كرة السلة التي قادته لاحقا للعبة الجودو عندما شاهد صديقه يمارسها فقرر تجربتها ليبدأ اللعب في نادي الشبان المسيحيين في عمر الـ16 عاما تحت أنظار عبد المنعم الوحش ليظهر تفوقا بارعا في اللعبة في وقت قصير حيث نجح في حصد بطولة الإسكندرية بعد 6 أشهر فقط من بداية ممارسته اللعبة.

بوابة التاريخ بلوس أنجلوس:

بعد تحقيقه لنجاحات علي الصعيد المحلي وانضمامه للمنتخب المصري الذي نجح وحقق معه الميدالية الذهبية في البطولة الإفريقية للوزن المفتوح عامي 1982 و1983 إنضم رشوان إلى الرحلة المتجهة للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس، حقق رشوان نتائج قوية أهلته للوصول إلى المباراة النهائية ليجد نفسه على موعد مع الياباني ياماشيتا بطل العالم وقتها ومتصدر المجموعة الأولى في البطولة الذي أصيب في وقت سابق من البطولة بقطع في الوتر الداخلي للركبة بالقدم اليمني.

علم محمد رشوان فى أثناء إجراء الاحماء قبل المباراة بموقف إصابة منافسه وقال رشوان في حوار تلفزيوني لاحق ” كان بطل العالم ومحدش قدر يكسبه لكن واحنا بنسخن عرفت انه مصاب فرفضت اللعب على قدمه المصابة”.

بدأت الذهبية الأولمبية تلوح في الأفق لرشوان في فرصة ذهبية قد لا تتكرر مرة أخرى، لكن في موقف انساني مفاجئ للجميع رفض رشوان استغلال إصابة ياماتشا واستغلال الإصابة أو اللعب على القدم المصابة للاعب الياباني ليتراجع رشوان عن توجيه الضربات والمسكات وفضل أن يخسر الذهبية بشرف على أن يفوز بالاستفادة من آلام الخصم، لينال رشوان الميدالية الفضية ومعها احترام العالم أجمع، حتى أن منظمة اليونسكو يوم المباراة أصدرت بيانا أشادت فيه بموقف رشوان ومنحته ميدالية الروح الرياضية وجائزة اللعب النظيف عام 1985.

وفي اللقاء الصحفي عقب نهاية المباراة سأل أحد الصحفيين البطل المصري عن سبب عدم توجيه الضربات واستغلال نقطة ضعف الخصم فرد رشوان “ديني يمنعني من إيذائه”.

وقد قام الاتحاد الياباني للجودو بتكريم البطل المصري للروح الرياضية التي تحلى بها في المباراة النهائية ومنحته وسام “الشمس المشرقة” وهو أرفع الأوسمة اليابانية كما اختارته مجله “لي ايكيب” الفرنسية ضمن أفضل 6 لاعبين رياضيين عام 1984، وتم منحه جائزة بيير دي كوبريتان مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة.

كما تم منح رشوان جائزة أحسن خلق رياضي في العالم من قبل اللجنة الأولمبية الدولية وتم تكريمه من قبل الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك بوسام الجمهورية.

وايمانا بمبدأ أن الأيام دوائر أكد ياماتشا القصة التي تحكي عندما التقيا مجددا في لقاء تلفزيوني عام 2005 حيث قال بطل العالم الياباني: “سعيد بمعرفتي مثل ذلك الشخص وأنه لم ولن ينسى رشوان فهو أسطورة اللعبة وأسطورة الأخلاق، لقد ساعدني رشوان في الصعود على منصة التتويج متجاهلاً نتيجة المباراة والاصابة”.

وقال رشوان في لقاء مع طلاب مدارس اليابان ” الرياضة ليست حربا، وعلينا أن نعود إلي أصل القيم الرياضية، الرياضي يجب أن يحترم منافسه، الطالب يجب أن يحترم معلمه، والحكام أيضا يجب أن ينالوا القدر من الاحترام”.

يا كاتب التاريخ لا تغلق الصفحات:

ولم ينته مشوار رشوان عند هذا الحد فاستطاع رشوان تحقيق فضية بطولة العالم بسيول عام 1985 في الوزن المفتوح وفضية بطولة العالم بايسين في الوزن الثقيل عام 1987 و3 ميداليات ذهبية في دورة ألعاب البحر المتوسط وذهبيتين في بطولة العالم العسكرية وذهبية بطولة سويسرا”.

وأعلن رشوان اعتزاله اللعب عام 1992 ليعمل بعدها حكماً دولياً في اللعبة وعضواً باللجنة الفنية لاتحاد الجودو.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى