أولمبياد طوكيو 2020العاب فرديةرفع أثقالىرئيسيةىنرشح لكم

حكاية بطل.. محمود فياض صاحب آخر ذهبية أولمبية في الأثقال وتكريمه من الملك بمكافأة ألف جنيه

حكاية بطل.. محمود فياض صاحب آخر ذهبية أولمبية في الأثقال وتكريمه من الملك بمكافأة ألف جنيه

أيام قليلة وتنطلق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في نسختها رقم 32 والتي تستضيفها العاصمة اليابانية “طوكيو” خلال الفترة من 23 يوليو وحتى 8 أغسطس المقبل.

ويستعرض موقع “تتويج نيوز” مع قرائه تاريخ الألعاب الأولمبية وقصص أبطال مصر السابقين والذين أبهروا العالم أجمع وحصدوا ميداليات أولمبية وسطروا التاريخ الأولمبي للفراعنة في سلسلة بعنوان “حكاية بطل”.

وينتظر الملايين حول القارات بداية البطولة حيث إنها أهم حدث رياضي في العالم خلال 4 سنوات.

حلقة اليوم عن البطل الأولمبي الرباع محمود فياض ابن محافظة الإسكندرية الذي رغم تاريخه الرياضي القصير توج بعدد كبير من الميداليات في بطولات العالم والأولمبياد يأتي على رأسها ذهبية أولمبياد لندن 1948 التي تعد آخر ذهبية أولمبية لمصر في رفع الأثقال.

ولد محمود فياض في التاسع من مارس عام 1925 بمنطقة الجمرك في محافظة الإسكندرية، نشأ وترعرع في شارع النصر بحارة اليهود، أحد مناطق الإسكندرية التي اتسمت بالطابع الشعبي المتمسك بالعادات والتقاليد المصرية، كان والده يعمل رئيسا لقسم الإشتراكات بهيئة النقل العام بالإسكندرية.

وقد سرد أبنه محمد فياض بدايته قائلًا: “ذات يوم ذهب ليشجعه أخوه عبد الله فياض في مباراة للمصارعة بالنادي الأولمبي فشاهده كابتن محمد عزيز طلعت مدرب رفع الأثقال بالنادي الأولمبي، وأعجب بتكوينه البدني وقوة عضلاته وطلب منه الانضمام لفريق رفع الأثقال بالنادي”.

بدأ محمود فياض ممارسة رياضة رفع الأثقال بالنادي الأولمبي عام 1940 وهو في عامه الخامس عشر وشجعه في ذلك أخيه الأكبر وكان يرافقه يوميا إلى النادي للتدريب.

ظل يتدرب لمدة عامان كاملان دون خوض أي بطولة حتى يصل للمستوى المناسب للمنافسة بقوة، وبالفعل عندما بدأ في المشاركة في البطولات عام 1942 سيطر تماما على منافسات وزنه، فاحتكر المركز الأول في منافسات وزن الريشة لبطولات مصر ومنطقة الإسكندرية منذ عام 1942 وحتى اعتزاله اللعب عام 1951.

ولكنه لم يكتفي باحتكار البطولات المحلية فقد انطلق للعالمية حيث توج بميدالية فضية في أول مشاركة عالمية له ببطولة العالم بباريس عام 1946.

وسطع اسم محمود فياض في أولمبياد لندن 1948 حيث توج بالميدالية الذهبية في وزن الريشة محطما ثلاث أرقام عالمية في تلك الدورة في الخطف بوزن 105 كجم والنطر بوزن 135 كجم والمجموع بوزن 332.5 كجم ليحفر اسمه في التاريخ الأولمبي.

وبعد إنجازه الأولمبي تم تكريمه من الملك فاروق بنوط الجدارة الذهبي وهو أعلى الأوسمة في ذلك الوقت، بالإضافة إلى مكافأة ألف جنيه وقد كان مبلغ كبير جدا في ذلك الوقت. “المسؤولين عن الرياضة رفضوا إعطاء اللاعبين المكافآت المادية في وقتها وفضلوا أن يضعوا المبالغ باسم كل لاعب في بوليصة تأمين على الحياة” صرح محمد ابن البطل الأولمبي.

ولم يكتفي البطل المصري بلقبه الأولمبي بل استمر في حصد الميداليات العالمية حيث توج بذهبية بطولة العالم بلاهاتي عام 1949، ثم ذهبية بطولة العالم بباريس عام 1950.

وفي العام التالي لمونديال باريس اضطر محمود فياض إلى الاعتزال وهو في عامه ال 25، بسبب إصابته بانزلاق غضروفي، “كان بإمكانه الاستمرار في ممارسة الرياضة لمدة 10 أعوام آخري على الأقل ولكن تجاهل مسؤولي الرياضة المصرية لإصابته اضطره للاعتزال مبكرًا واتجه إلى التدريب.

كانت حياة الأبطال في ذلك الحين شديدة الصعوبة فكانت الرياضة بالنسبة لهم عشق يبذلون في سبيله مجهودات كبيرة دون أي مقابل مادي، كان فياض فخورًا ببلده وعلم مصر يرفرف عاليًا حيث تقف دول العالم احترامًا وتجليلًا لاسم مصر وعلمها.

كانت تربطه علاقة صداقة قوية مع زملائه في الفريق إبراهيم شمس وخضر التوني بالإضافة إلى مدربهم البطل الأولمبي السيد نصير، وكانت تجمعهم ذكريات عديدة خلال رحلاتهم بالمركب لخوض البطولات المختلفة كما أكد محمد فياض الأبن الذي أضاف: “بعد حصوله على أي ميدالية كان سكان المنطقة يقيمون الاحتفالات بالأعلام والزينات لعدة أيام ويستقبلونه عند عودته استقبال الجنود الفاتحين”.

بعد إنجازاته العالمية والأولمبية تم تكريم البطل الأولمبي في العديد من المناسبات ومن قبل العديد من الوزراء المصريين، أخرهم عليّ الدين هلال، ومؤخرًا تواصل مكتب محافظ الإسكندرية مع أسرته لوضع اسم الراحل محمود فياض على أحد شوارع برج العرب ولكن الأسرة رفضت مفضلة أن يتم وضع اسم الراحل على أحد شوارع منطقته بالإسكندرية كما حدث مع باقي الأبطال الأولمبيين.

وتوفى الرباع المصري يوم 17 ديسمبر عام 2002 عن عمر ال 78 عاما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى