الطريق إلى طوكيو.. المصارعة المصرية.. وحلم الميدالية الثامنة بعد غياب 9 سنوات
أيام قليلة وتنطلق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في نسختها رقم 27 والتي تستضيفها العاصمة اليابانية “طوكيو” خلال الفترة من 23 يوليو وحتى 8 أغسطس المقبلين.
ويستعرض موقع “تتويج نيوز” مع قرائه تاريخ الألعاب الأولمبية وطريقة تأهيل المنتخبات الوطنية لهذه الدورة والتي ينتظرها ويتابعها الملايين عبر القارات حيث إنها أهم حدث رياضي في العالم خلال 4 سنوات.
وستكون هذه الحلقة مخصصة لاتحاد من أعرق الاتحادات الرياضية المصرية وأكثرها حصدًا للميداليات بعد اتحاد رفع الأثقال، وهو اتحاد المصارعة والذي تأسس عام 1934 وانضم للاتحاد الدولي عام 1940 وقبل أن نستعرض تاريخ المصارعة المصرية في الأولمبياد، سنتحدث بشكل مقتضب عن نشأة المصارعة في مصر وتاريخها.
ويعتبر قدمناء المصريين من أقدم الشعوب التي زاولت رياضة المصارعة وهناك الكثير من الدلائل التي تشير إلى ذلك بل وتؤكده وهي النقوش التي وجت في أثارنا القديمة والمتعددة مثل الآثار التي وجدت في مقابر بني حسن بالمنيا وتوضح هذه النقوش والرسومات التي وجدت على جدران هذه المعابد المسكات والخطفات لرياضة المصارعة الحرة التي نزاولها الآن، حيث توجد لوحة بها 240 حركة من الحركات المستخدمة في عصرنا هذا.
ومن الثابت أن قدماء المصريين كان لهم فضل السبق في هذا المضمار بل جعلوا منها لعبة رياضية شيقة مارسها الصغار والكبار كما هو مسجل في عدة نقوش واضحة لصور على أثارهم وبدراسة تلك الصور دراسة علمية نجد أنها تشتمل على أغلب الحركات الحديثة للمصارعة اليونانية الرومانية والحرة ، وقد بلغ عدد الحركات المسجلة علي جدران مقبرة الأمير باكت من الأسرة الحادية عشر في الفترة بين 2040 – 1991 قبل الميلاد ببني حسن بمحافظة المنيا 129 مسكة مصارعة، كما وجد أيضاً في نفس الفترة لوحة ممكونة من 8 أسطر تحتوي على 121 مسكة مصارعة حرة للأمير خيتي، بمقبرته بجوار الأمير باكت ببني حسن، كما يحتوي متحف بروكسل ببلجيكا تحت رقم 4846 لوحتين لمصارعين وجدت أصلاً في منطقة عرب البرج المصرية، ويرجع تاريخها إلى 2000 ق – م.
وقد ثبت أيضاً أن المصريين القدماء هم أول من أرسوا قواعد التحكيم لهذه الرياضة، وقد ثبت ذلك في معبد رمسيس الثالث الأسرة العشرين في مدينة هابو غرب الأقصر لوحة المصارعين وحكم يوجههم لأخطاء المسكات، كما قام بهذه الرياضة الرياضية الصغار أيضاً من قدماء المصريين وقد ثبت ذلك في لوحات من مقبرة بتاريخ حتب من عهد الأسرة الخامسة التي حكمت مصر خلال المدة من 2470 – 2320 ق – م تبين مصارعة الفتيان وكل هذه الأدلة تبرهن على أن المصريين القدماء هم أول من مارسوا لعبة المصارعة بنوعيها ولهم الفضل الأول في وضع القواعد لها ومن الوفاء أن نكرم قدماء المصريين بأن تسمى المصارعة الحرة بالمصارعة الفرعونية مثل التكريم الذي أطلق على النوع الأخر من المصارعة.
وبالنظر لميداليات المصارعة في تاريخ مصر الأولمبي نجد أن هذه الرياضة نجحت في حصد 7 ميداليات بواقع ذهبيتين و3 فضيات وبرونزيتين وحفر أبطالها أسمائهم بأحرف من ذهب في سجل التاريخ الأولمبي المصري.
وكانت البداية مع المصارع الذهبي إبراهيم عادل مصطفى والذي أبهر العالم أجمع بحصده لذهبية أولمبياد أمستردام 1928، وخلال هذه الرحلة برز العديد من الأسماء ولكن كان الختام مسكًا مع المصارع الأسطوري كرم جابر والذي حصل على ميداليتي وذلك بعد فوزه بذهبية أثينا 2004 وفضية لندن 2012.
وتأهل 8 مصارعين مصريين لأولمبياد طوكيو وهم (محمد إبراهيم “كيشو” – هيثم فهمي – محمد مصطفى – عبد اللطيف منيع – عمرو رضا – ضياء الدين كمال – سمر حمزة – إيناس خورشيد”.
ويأمل مسؤولو اتحاد المصارعة برئاسة اللواء عصام النوار في حصد الميدالية الثامنة في التاريخ الأولمبي.
