حكايات المونديال | كأس العالم 1994 – باجيو أعاد الطليان من سلم الطائرة ثم كسر قلوبهم.. هدف تاريخي للعويران ورقصة بيبيتو الأيقونية

تنطلق صافرة بداية أولى مباريات النسخة 22 من كأس العالم لكرة القدم والتي ستجمع بين قطر البلد المنظم والإكوادور بعد 14 يوما من الآن، في المونديال العالمي الذي ينتظره عشاق الكرة في جميع أنحاء الكرة الأرضية.

خمس مدن قطرية ستستضيف الحدث الأهم لكل عشاق الساحرة المستديرة للمرة الأولى في دولة عربية والشرق الأوسط، وهي البطولة المنتظر لها أن تكون الأبرز على الصعيد التنظيمي.

وسيسرد موقع “تتويج نيوز” في عدة تقارير كل ما يخص البطولات السابقة وكل الحكايات والأرقام التي تخص كل نسخة على حدى، والسطور التالية ستكون للحديث عن البطولة رقم 15 كأس العالم 1994 والتي اقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية.

الفوز بالتنظيم وعدد الفرق

تم الإعلان عن البلد المستضيف لكأس العالم 1994 في 4 يوليو 1988 بمدينة زيورخ السويسرية، وتمكنت أمريكا من الفوز بشرف التنظيم، على حساب المغرب والبرازيل وتشيلي.

ويعتبر كأس العالم 1994 هو المونديال الأخير بمشاركة 24 منتخبا قبل أن يتم تغييره ليصبح 32 منتخباً بداية من كأس العالم لكرة القدم 1998 والتي استضفتها فرنسا، انطلقت البطولة يوم 17 يونيو 1994 واستمرت حتى السابع عشر من يوليو لنفس العام.

ولعبت المباريات في 9 مدن مختلفة، وبلغ عدد اللقاءات 52 مباراة، وجمع الافتتاح بين ألمانيا وبوليفيا وتمكنت الماكينات من تحقيق الفوز بهدف نظيف.

حضور جماهيري الأكثر بالتاريخ

رغم خوف الجميع من فشل البطولة على مستوى حضور الجمهور، كون أن الولايات المتحدة الرياضات الأشهر بها وقتها هي كرة السلة وكرة القدم الأمريكية وبيسبول، لكنها فاقت كل التوقعات.

تحطم الرقم القياسي لعدد الجمهور في جميع اللقاءات وبلغ 3،587،538 وتخطى الرقم القياسي وقتها بأكثر من مليون مشاهد، علما أن هذا الرقم لم يتم تحطيمه حتى الآن.

كما أن متوسط ​​الحضور لهذا المونديال في المباراة وصل إلى 68،991 محطماً بذلك الرقم السابق والذي بلغ 51 ألفا في نسخة 1966، كما وصلت الطاقة الاستيعابية لكل ملعب إلى ما يقارب %96 من طاقتها.

أرقام من المونديال | شمس البرازيل لا تغيب عن السطوع

المشاركة العربية والإفريقية

شهد كأس العالم 1994 التواجد الأول للأخضر السعودي في كأس العالم، ومثل القارة الصفراء مع كوريا الجنوبية، فيما تواجدت المغرب كثاني ممثل للعرب بالمنافسات عن القارة السمراء بجوار الكاميرون ونيجيريا.

وأوقعت القرعة الثنائي العربي معا في المجموعة السادسة إلى جانب بلجيكا وهولندا، وحققت السعودية المفاجأة بالفوز في مباراتين على حساب المغرب 2-1 ثم بلجيكا بالهدف التاريخي الذي سجله سعيد العويران بعدما نجح في مراوغة عدة لاعبين بلجيكيين ووضع الكرة بطريقة مميزة في الشباك عند الدقيقة الخامسة من عمر اللقاء.، وقدرت المسافة التي قطعها اللاعب في ذلك الهدف ما يقارب الـ70 مترا في 11 ثانية فقط.

وفشلت المغرب في تحقيق أي نقطة وودعت من الدور الأول، كذلك الكاميرون والذي توقع لها كل المتابعين تحقيق نتيجة إيجابية عطفا على ما حققته في نسخة 1990 بقيادة ميلا، لكن الأسود غير المروضة فشلوا في تحقيق أي فوز بالمجموعة الثانية، وتعادلوا امام السويد وخسروا لحساب البرازيل وروسيا.

وشهد لقاء روسيا وكاميرون حدث تاريخي بعد ان سجل الروسي “أوليج سالينكو” 5 أهداف من سداسية منتخب بلاده مقابل هدف كاميروني وحيد.

النسور الخضراء خطفوا كل الأضواء في الدور الأول، بعد تصدر المجموعة الرابعة على حساب بلغاريا والأرجنتين واليونان، وحققوا الفوز الأول لهم في تاريخ البطولة بالمشاركة الأولى على حساب بلغاريا بثلاثية نظيفة ولا ينسى الجميع احتفال وصرخة “رشيدي ياكيني” من داخل الشباك بالهدف الأول.

وفي الدور الثاني، واجهت نيجيريا إيطاليا، وتقدموا في النتيجة مع الدقيقة 25 بهدف “إيمانويل أمونيكي” وقبل نهاية المباراة بدقيقتين، تمكن “روبيرتو باجيو” من إعادة زملائه من على سلم الطائرة بتسجيل هدف التعادل، وسجل هدف الفوز للأتزوري في الوقت الإضافي ويقودهم للنهائي.

أبرز اللقطات والجوائز

وشهدت البطولة العديد من المواقف والأرقام سنتطرق إليها.

• خروج الأرجنتين من الدور الثاني على يد رومانيا يعتبر أحد أكبر المفاجأت في البطولة، لكن الأداء الذي قدمه “جورج هاجي” نجم برشلونة السابق ومنتخب رومانيا خطف الأنظار بشدة منذ بداية البطولة وصنع الفارق بالمساهمة في الوصول للدور ربع النهائي.
• لقاء ربع النهائي بين البرازيل وهواندا، شهد تسجيل “بيبيتو” الهدف الثاني لمنتخب سامبا، لكن طريق الاحتفال كانت أفضل من الهدف ذاته بعد أن أشار بيديه لوجود مولود جديد له وأصبحت أيقونية حتى وقتنا.

• بطل منتخب بلغاريا “خريستو ستويشكوف” قاد فريقه لكتابة التاريخ بالوصول للدور نصف النهائي على حساب بطل العالم ألمانيا بعدما سجل هدف التعادل في اللقاء الذي انتهى 2-1.
• المباراة النهائية في هذه النسخة من المونديال جمعت بين البرازيل وإيطاليا لفك الشراكة على الأكثر فوزا باللقب، بعد تحقيق كل منتخب 3 بطولات، انتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، وفي ركلات الترجيح كسر “باجيو” قلوب الشعب الإيطالي بعدما أطاح بالركلة الأخيرة بعيدا لتفوز البرازيل باللقب الرابع لها.

141 هدفا تم تسجيلهم في مباريات البطولة بمعدل 2.7 هدفا للمباراة الواحدة، وحصل الثنائي “ستويشكوف وسالينكو” على الحذاء الذهبي برصيد 6 أهداف لكل لاعب.

كما فاز “روماريو” نجم البرازيل بجائزة أفضل لاعب بالبطولة، ومنتخب بلاده كذلك حصد جائزة اللعب النظيف، وتوج الهولندي “مارك أوفر مارس” بلقب أفضل لاعب ناشئ.