ما هو السر وراء لعبة الشطرنج وأساطير كرة القدم ؟!

هل هناك وجه تشابه بين كرة القدم والشطرنج.. او هل هناك سر في نجومية لاعبين الكرة العالمية ولعبة الشطرنج ؟!

ما هي العلاقة الوطيدة التي من الممكن ان تجمع هذين النقضين.. فواحدة منهما لا تحتاج سوي التفكير العميق مع بعض حركات أطراف الأصابع والاخري لا تعترف سوي بالاجتهاد والقتال والعرق طوال 90 دقيقة.

من الوهلة الأولي قد يعتقد البعض ان المسافة طويلة بين اللعبتين وكل منهما يدور في فلكه الخاص ولكن مع الوقت والأيام يثبت العكس.. وتحديداً مع هولاء “سوبر ستار الكرة العالمية”.

هوس الفرعون

خرج أمس حوار صحفي عالمي تحدث فيه النجم العالمي محمد صلاح كابتن منتخبنا الوطني وأسطورة ليفربول الإنجليزي عن هوسه للعبة الشطرنج وادمانه للعبة .. مؤكدا انه بشكل يومي يلعب الشطرنج عبر الانترنت مع اناس مجهولين.

واضاف ضاحكا في حديثه انه بالتاكيد ليس في مهارة أبطال العالم ولكنه يبلي بلاء حسناً.

قائلاً إنه ليس محترفا مثل كارلسن، لكنه جيد، ويحلم أن يفوز ذات يوم على بطل العالم في الشطرنج، خاصة وأنه يرفض الخسارة.

عقلية الفيلسوف

كلام صلاح اعاد للاذهان حديث اخر فتحه أسطورة التدريب وفيلسوف كرة القدم بيب جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي الإنجليزي كان قد اجراه مؤخرا والذي اكد فيه ايضا هوسه الشديد وحبه الكبير للشطرنج.

حيث جمعه لقاء مع احد المواقع العالمية رفقة كارلسن النجم الأفضل في عالم الشطرنج حاليا وتناقش الثنائي الحديث عن اللعبتين ومدي التشابه بينهما.

وحينها شرح كارلسن بعض المفاهيم المتعلقة بذلك الامر قائلا: “اعتقد ان الشئ المهم في كرة القدم والشطرنج علي حد سواء هو السيطرة علي الوسط ، لأنه اذا سيطرت علي الوسط يمكنك التحكم في الملعب او اللوحة”.

مضيفا:” في كثير من الاحيان في لعبة الشطرنج وايضا في كرة القدم تقوم بالهجوم علي جانب واحد أولا مما يدفع الخصم لزيادة اعداده في تلك الجهة ، ثم تقوم بالتبديل إلي الجهة الاخري.. وهكذا يكون لديك أفضلية علي الجانب الاخر.. لذا بصورة بسيطة فمن ناحية المساحة فالشطرنج مشابه جدا لكرة القدم”.

وهو الكلام الذي دفع جوارديولا للاضافة عليه عند سواله عن استراتيجيات كرة القدم قائلا: “هناك مباريات يتخذ الخصم فيها خطة الدفاع المطلق منذ البداية.. وهنا نري انه مع مرور الوقت قد يغيير الخصم اسلوبه واحيانا تكون الخدعة ان تقول انت منذ الدقيقة الأولي انه يجب ان نقوم بالامور بشكل مختلف علي جميع الاصعدة ولكن بالتاكيد يكون الأمر صعباً.

يذكر انه كان قد اثير من قبل ان كاسباروف الأسم الأهم في  عالم الشطرنج هو المثل الأعلي لجوارديولا.

ومن المعروف عن جوارديولا انه يعتمد علي فكرة الشطرنج في تحضيره لخطط المباريات ولا يضع شئ للصدفة او الحظ.

في حين كان الكاتب الصحفي الإسباني مارتي بيرارناو قد خاض من قبل رحلة في عقل جوارديولا اسفرت عن تاليفه لكتاب بأسم:” بيب : الموسم الأول لجوارديولا مع بايرن ميونيخ ”.. وذلك اثناء قيادة جوارديولا للزعيم البافاري. وعلي حسب وصف الكاتب فشبه بيب بلاعب الشطرنج حيث انه يقوم بموازنة كل الاحتمالات وكل الحركات التي قد يقوم به الخصم ضده وبعد مراجعة كل هذه الاحتمالات بدقة يختار الطريقة المثلى من أجل التنفيذ وربح معركته ودائماً جوارديولا يقوم بكل هذه الخطوات أياً كان الخصم وراحته تكون دائماً في هذه الطريقة.

صراع الأساطير

وعلي نفس المنطق ولكن بعيدا عن اللعبة نفسها فخطف الشطرنج الأعين في مونديال قطر الاخير بعد ان احتلت فيه صورة الاسطورتين ليونيل ميسي نجم الارجنتين و كريستيانو رونالدو نجم البرتغال صدارة المشهد وانتشرت علي مواقع السوشيل ميديا ودارت حولها الكثير من الجدل والتشبيهات سواء علي ان الثنائي يلعبان لعبة اخيرة في صراعهما الطويل وهذه المرة علي اغلي بطولة.. او علي ان ميسي ورونالد اشبه بنجوم الشطرنج الذان يتصارعان لمدة طويلة من الزمان او تشبيها بان ميسي ورونالدو قد وصلا لم هما فيه بسبب عقليتهما الفذة مثل لاعبي الشطرنج.

سر العباقرة

كل هذه الأوجه وغيرها فتح باب الجدل والنقاش والتعمق في فكرة رقعة الشطرنج والمستطيل الاخضر .. والذي قد لا يسرد في النهاية إجابة منطقية ولكن علي اقل تقدير سيصل بنا إلي ان لعبة كرة القدم رغم كل ما فيها من قوة ونواحي بدنية ومعنوية الا ان لكي تصبح أسطورة فالعقل والتفكير الخارق سيكون هو الطرف الاهم في هذه المعادلة ومن هنا يكون سر حب وتعلق أساطير الساحرة المستديرة بلعبة الشطرنج التي لا تعترف سوي بالعباقرة.