العاب فرديةمنازلاتىرئيسية

محمد السيد بطل سلاح المبارزة: ذهبية الأولمبياد حلمي ..وعائلتي مصدر الهامي .. والإخفاقات سر نجاحي

حوار:محمود صبري

الرياضي البطل المسطر دائماً للإنجازات والمهيمن على مختلف البطولات العالمية من سن صغير هو بمثابة قطعة ألماس التي يطمح إليها الكثيرون من الرياضيين في مقتبل سنوات مسيرتهم الرياضية، والحديث الآن عن محمد السيد ــ بطل سلاح سيف المبارزة المصري والمقبل على عامه العشرين، والمصنف الثاني عالمياً في حقبته العمرية، وذو العروض القوية فى دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو بوصوله لدور الثمانية كأول مصري يقوم بهذا الإنجاز الفريد من نوعه، والذي حقق مع بداية العام الجديد العديد من البطولات المتتالية ــ بفوزه بذهبية تاريخية في كأس العالم لسلاح سيف مبارزة تحت 20 سنة والتي استضافتها مدينة أودين بإيطاليا الشهر الماضي، إضافة لفوزه بذهبية أخرى فى كأس العالم لسلاح سيف المبارزة تحت 20 سنة والتي أقيمت بالبحرين من نفس الشهر، ومن ثم أخيراً الحصول على ذهبية ثالثة في بطولة إفريقيا تحت 20 سنة منتصف فبراير الحالي.

التقاه « تتويج نيوز » وأجرى معه هذا الحوار ليعبر لنا من خلاله عن شعوره بعد كل تلك الإنجازات المضيئة التي حققها منذ بداية العام الحالي، وعن طموحاته خلال الفترة المقبلة.

وإلى نص الحوار.

••صف لنا شعورك بعد إنجازاتك المتعددة منذ بداية العام بمختلف منافسات تحت 20 سنة،، وكيف كان الطريق نحو الذهب؟

بالطبع الشعور لا يوصف، تحقيقي لمثل هذه البطولات الكبرى مع بداية العام الجديد تعد بمثابة “الدينامو” والدافع لي على مواصلة تدوين الإنجازات والأرقام المميزة خلال الأوقات القادمة من العام، فجميع الميداليات التي حققتها منذ بداية العام وصولاً للوقت الراهن لم تكن وليدة الصدفة ولكنها تحققت نتيجة خطة محكمة وفق نظام معين دفعت بي نحو طريق البطولات، جميع المنافسين الذين واجهتهم على مستوى عال من الإبداع والمرونة في خطف النقاط، ولا توجد مباراة سهلة، ولكن كما قلت مع التدريب والسير رفقة نظام تدريبي متقن وفعال فالأمر يصبح أسهل، وتوفيق الله هو سر نجاحي.

وعن الطريق نحو الذهب فبكل تأكيد الطريق لم يكن سهلاً أبداً، وبالتطرق في هذه النقطة ومع النظر لم قدمته في البطولات الثلاث تلك التي تذوقت فيها طعم الذهب مقارنة بما قدمته في نفس تلك البطولات خلال أعوام رحلتي الأولى مع المبارزة فسنجد عجب العجاب، فمنذ أربع سنوات كان عمري وقتها لم يتجاوز الـ16 عاماً ولم تكن لدي الخبرة الكافية لمجاراة ممن هم أكبر مني سننا، لذلك لم أتمكن من تخطي الأدوار الأولى في تلك البطولات، ولكن مع مرور الأيام والتعلم من دروس وسقطات الماضي يولد النجاح، والميداليات الذهبية التي حققتها مع بداية العام الجديد لم تكن لتتحقق لولا معاناة الماضي، وكما قلت مع التدريب المستمر رفقة فريق فني متخصص والثقة في القدرة والتوكل على الله قبل كل شيء فالعسر سيصبح ميسوراً .

••ماذا عن طموحاتك خلال الفترة المقبلة، وأهم البطولات التي تستعدين للمشاركة بها حالياً؟

طموحاتي خلال الفترة المقبلة هي مواصلة السير على طريق البطولات، ورفع هيبة وقيمة سلاح المبارزة المصري عالمياً والسعي إلى تصدره الدائم للمشهد القاري والعالمي. تصنيفي الحالي هو الثاني عالمياً تحت 20 سنة بفارق 10 نقاط عن المتصدر، وأسعي لإنهاء الموسم في المركز الأول، فأنا أثق بقدرتي على تحقيق هذا الأمر بكل شغف وتحد ، ولنري ما الذي تحمله الأيامُ لنا في بطون الغيب، ولنؤمن بأن تصدر التنصيف لقريب.

أما عن أهم البطولات التي استعد لها خلال الوقت الحالي من العام، فتركيزي الآن ينصب نحو بطولة دوري الجامعات لسلاح المبارزة في الولايات المتحدة الأمريكية ، في بطولة تعد الأهم داخل الولاية، أشارك حالياً في التصفيات المؤهلة للبطولة وأقدم نتائج جيدة، وحصد البطولة هي هدف أتمني تحقيقه، واستعد أيضاً للمشاركة في بطولة العالم للمبارزة في دبي في الفترة من 7 حتى 10 من شهر أبريل القادم، ومن ثم السفر إلى فرنسا مايو المقبل من أجل التركيز على رحلة التأهيل والتدريب استعداداً لدورة الألعاب الأولمبية المقبلة.

••بالحديث عن دورة الألعاب الأولمبية.. ماذا عن أحلام اقتناص ميدالية ذهبية في هذا الحدث الهام، وماذا عن الدور الذى تقدمه الدولة المصرية للاعبي السلاح في الوقت الحالي وأثره على مستوى اللاعبين؟

حلم ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية هي أماني خاصة يتمناها الشعب المصري الشغوف لطعم الفرحة أكثر من البطل المشارك في الحدث، فهي أماني وطموحات تنبع من قلوب المصريين نحو كل رياضي مشارك في هذا المحفل العالمي الكبير، إنها بطبيعة الحال أحلام مشروعة يتمناها كل مصري لبطله المفضل، وبالإجابة الدقيقة عن هذا السؤال المركب سنفنده لجزءين: جزء خاص بطله هو الاتحاد المصري للسلاح، وآخر بطله هم أولياء الأمور.. ومع التطرق بالحديث عن دور الاتحاد، فاتحاد اللعبة يقوم حالياً بتقديم كافة الدعم لنا، دعم جنت الدولة ثماره بالنظر لنتائج اللاعبين المصريين المذهلة بمختلف منافسات السلاح خلال السنتين الماضيتين، وحلم ذهبية مصرية في دورة الألعاب الأولمبية القادمة أصبح أقرب من أي وقت مضى.

وعن دور أولياء الأمور والأسرة بالنسبة لي، فهم بكل تأكيد من يستحقون ” وش التورتة” تكريماً لمجهودهم المبذول منذ صغري، دور كان له الفضل لما أنا عليه الآن وما سأكون عليه مستقبلاً، أتوجه لهم بكل الشكر والامتنان الدائم، فأمي هي مصدر الإلهام بالنسبة لي ولولا دعمها المستمر لي لما كنت حققت ما حققته من إنجازات مع سلاح المبارزة، وبالنسبة لوالدي فلمن لا يعرف فهو مدربي الخاص أيضاً، الأمر قد يكون غريباً بعض الشيء أن يكون الأب هو المدرب في نفس الوقت، ولكنها ميزة كبيرة أشكر الله عليها لما فيها من إفادة كبيرة تعود علي، فنحن نعمل سوياً على نظام تدريبي خاص قبل كل بطولة وهدفنا دوماً هو اعتلاء منصات التتويج، نحن أسرة سلاح بإمتياز، بداية من أخي الأكبر مروراً بي ووصولاً بأختي الصغري، تحت قيادة فنية من والدي.

•ما الذي يدور في رأسك عند الإخفاق في بطولة ما، وهل عدم جاهزية الرياضي من الناحية الذهنية قد تؤثر علي مستواه في البطولات التي يشارك بها؟

كما ذكرت لك الإخفاق هو سر تميز أي رياضي، عند الإخفاق نتعلم أكثر ومن هنا تولد الخبرة، وما يدور في رأسي عند الخسارة هو سؤال واحد لماذا حدث هذا الإخفاق؟.. وأحلل الخسارة لأسباب وأعمل على تداركها سريعاً، «ومرة على مرة مش هتسلم الكرة».

إن عدم جاهزية الرياضي للمباراة من الناحية الذهنية هي مصيبة كبرى، فالفرق بين لاعب مميز وآخر عادي هي “المينتاليتي” التي قد تجعل لاعب متواضعاً فنياً يتفوق في أرقامه وإنجازاته عن منافس آخر قد يفوقه في المستوى الفني ولكنه لا يهتم بالناحية الذهنية ويعيش فترته مع الرياضة «سداح مداح» لذا أنصح كل لاعب أن يعمل على الناحية الذهنية أولاً ومن ثم الإهتمام بالأكل وتنظيم فترات النوم وأخيراً العمل على الفنيات.

••تعليقك على قضية التجنيس الرياضي التي انتشرت في الوسط الرياضي الفترة الأخيرة؟

كل شخص يتحمل نتيجة قراراته، ولكل منا له أسباب خاصة به قد تدفعه لمثل هذه الأمور، هذه القضية لها عدة محاور وأبعاد لا أريد صراحة التعمق بالحديث عنها لأنها لا تعنيني بشيء.

•أخيراً.. ما هي رسالتك كبطل مصري شاب ومؤثر للاعبين الصغار الصاعدين على الساحة؟

الثقة بالقدرة على تحقيق الأمور مهما كانت درجة صعوبتها هي رمانة الميزان التي يتحقق من خلالها النجاح، وأحذر أن تكون أهدافك مجرد أمنيات أو رغبات، الأمنيات لا تتحقق إلا بالجهد والمثابرة، لا شيء صعب بالإخلاص والعمل المتقن، توكل على الله في كل وقت وأبدأ في طريق رحلتك نحو هدفك المنشود وحذاري أن تقف في نصف الطريق، فلا يمكنك السير على قطعة زجاج حادة..«طريق البطولات» دون أن تجرح قدميك «دون الاجتهاد».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى