حكايات من المونديال – نسخة 1966.. الكلب “بيكلز” ينقذ الإنجليز من فضيحة.. إفريقيا حاضرة رغم المقاطعة

أسبوعان فقط على إنطلاق منافسات النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم لكرة القدم، والتي ستقام في قطر خلال الفترة من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر المقبل.
ويشهد مونديال قطر غياب منتخب مصر صاحب الثلاث مشاركات، وذلك بعد خسارته أمام السنغال بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم.
ويواصل “موقع تتويج نيوز” استعراض سلسلة من القصص والحكايات المتعلقة بكأس العالم لكرة القدم.
مونديال إنجلترا 1966

النسخة الثامنة من كأس العالم والتي استضافتها إنجلترا خلال الفترة من 11 إلى 30 يوليو عام 1966.
واحدة من النسخ التي شهدت الكثير من القصص والحكايات المثيرة والتي نساها الكثيرون، وسنعيد لها الضوء مرة أخرى حتى نُذّكرها للقراء والمتابعين.
تم الإعلان عن فوز إنجلترا بأحقية استضافة كأس العالم 1966، يوم 22 أغسطس 1960 بالعاصمة الإيطالية روما بعد منافسة مع ألمانيا الغربية وإسبانيا.
وتعد هذه النسخة هي أول بطولة تقام في دولة تأثرت بالحرب العالمية الثانية، حيث أقيمت البطولات الأربعة السابقة في دول خارج مسارح الحرب.
المنتخبات الإفريقية تقاطع مونديال 1966
في يناير 1964 قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” أن يقام كأس العالم 1966 بمشاركة 16 منتخبًا، من بينهم 10 منتخبات من أوروبا و 5 من الأمريكتين.
أما المقعد الأخير فطالبت “فيفا” المنتخبات الإفريقية الثلاثة الذين تخطوا الدور الأول بالتصفيات الإفريقية، بالدخول في جولة فاصلة ضد المنتخبات الآسيوية.
لم يصمت الأفارقة كثيرًا، حيث اعترض أوهيني دجان وزير الرياضة في غانا وعضو اللجنة التنفيذية بالفيفا على هذه القرارات، ووصفها بالغير عادلة لقاراتي إفريقيا وآسيا، وطالبهم بعدم تنفيذ هذا القرار.
وأرسل برقية إلى “الفيفا” وكتب فيها: “نحن نعاني من خوض مباريات فاصلة أخرى، لأن هذا سيكلفنا كثيرًا، فيجب أن توقفوا هذه القرارات ويجب أن يكون لدينا مقعد واحد على الأقل في المونديال.”
واعترض الأفارقة كثيرًا على هذه القرارات لكن لم يغير الاتحاد الدولي قراره، ليقرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” في يوليو 1964، مقاطعة كأس العالم 1966.
حضور إفريقي في مونديال 1966 رغم المقاطعة
رغم مقاطعة المنتخبات الإفريقية لمونديال 1966، إلا أن البطولة شهدت تواجد إفريقي لكن ليس على مستوى المنتخبات، حيث شهدت البطولة مشاركة الحكم المصري علي قنديل ليسجل ثاني مشاركة للتحكيم المصري في المونديال بعد يوسف محمد في كأس العالم 1934.
وأدار الحكم المصري وقتها مباراة تشيلي وكوريا الشمالية ضمن منافسات دور المجموعات، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.

كما شهدت البطولة مشاركة أوزيبيو فيريرا مع منتخب البرتغال وهو في الأصل موزمبيقي، وحصل وقتها على الحذاء الذهبي لأفضل هداف في البطولة بتسجيله 9 أهداف.

كلب ينقذ الإنجليز من فضيحة كروية
قصة أخرى من ضمن سلسلة القصص والحكايات المتعلقة بكأس العالم 1966، وهي كلب ينقذ الإنجليز من فضيحة كروية كانت ستظل عالقة في الأذهان حتى يومنا هذا.
قبل انطلاق مونديال 1966 بأربعة أشهر، وصل كأس العالم إلى إنجلترا قادمًا من البرازيل حاملة اللقب.
في مارس 1966، اختفى كأس العالم من مكانه بقاعة البريد، حيث كان موضوعًا في هذا المكان، وحسب ما ورد أن عمال قاعة البريد حصلوا على راحة قليلة وعادوا ولم يجدوا الكأس.
تولت الشرطة الإنجليزية الأمر وبدأت التحقيقات التي كشفت سريعًا بأن هناك لصين، أحدهما طويل القامة والآخر قصير.
مر أسبوع على سرقة الكأس ولم يجده أحد بعد، لتظهر هنا الصدفة وتنقذ الإنجليز من فضيحة كروية مدوية.
في أحد الأيام، كان هناك شخص يدعي دافي كوربت، وترك دافي منزله الذي كان يقع في جنوب لندن وخرج لإجراء مكالمة هاتفية رفقة كلبه الذي كان يطلق عليه “بيكلز.”
لم يكن يعلم دافي كوربت وكلبه بيكلز أنه سيصنع التاريخ، حيث جري الكلب أثناء المكالمة الهاتفية بجانب سيارة وركض خلفها ليصل كوربت إليه ويجد بجواره شيئًا ملفوفًا بورق جرائد.

فتح كوربت هذا الشئ ووجد زراعًا مكتوبًا عليه البرازيل وألمانيا الغربية وأوروجواي؛ ليذهب إلى نقطة الشرطة لكن لم يصدقوه في البداية حيث أُتهم وقتها بسرقة الكأس، واستمر هذا الحال لبضع ساعات حتى اقتنعوا بكلامه، وأثناء عودته إلى المنزل وجد الصحفيين والإعلاميين مصطفون أمام منزله لتسجيل بعض المقابلات معه، وأصبح كوربت وكلبه فيما بعد حديث الصحافة الإنجليزية.
خروج مبكر لرفقاء “بيليه”
انطلقت البطولة يوم 11 يوليو 1966 بمباراة إنجلترا وأوروجواي، والتي أقيمت على ملعب ويمبلي بقيادة الحكم السوفياتي ستيفن زولط، وانتهت وقتها بالتعادل السلبي.
حامل اللقب في آخر نسختين المنتخب البرازيلي تواجد في المجموعة الثالثة مع، البرتغال والمجر وبلغاريا.
وخرج رفقاء “بيليه” من دور المجموعات بشكل مفاجئ لأنهم كانوا مرشحين للفوز بالبطولة في هذا الوقت، حيث احتلوا المركز الثالث في المجموعة الثالثة بعدما فازوا في مباراة وحيدة وخسروا في لقاءين.
إنجلترا تسرق الكأس في النهائي
آخر مباراة نهائية يتم بثها بالأبيض والأسود في تاريخ المونديال، مباراة إنجلترا وألمانيا الغربية التي أقيمت على ملعب ويمبلي بحضور 98 ألف متفرج.
نهائي المونديال كالعادة دائمًا ما يشهد الكثير من الإثارة والتشويق، حيث تقدمت ألمانيا مبكرًا في الدقيقة ال 12 بهدفًا عبر هيلمت هالر، قبل أن تتعادل إنجلترا بعدها بدقائق عن طريق جيوف هيرست.
قبل نهاية المباراة ب 12 دقيقة، تقدم الإنجليز عن طريق مارتن بيتر، قبل أن تعود الماكينات في الدقيقة قبل الأخيرة وتتعادل عبر ولفجانج ويبر؛ ليحتكم المنتخبان للأشواط الإضافية.

في الشوط الإضافي الأول، أرسل آلان بول كرة عرضية ليقابلها جيوف هيرست الذي سدد في العارضة لتنزل الكرة وتلامس خط المرمى لكن لم تتجاوزه؛ ليذهب الحكم جوتفريد دينست إلى مساعده ليستشيره إذا كان الهدف صحيحًا أم لا؛ ليتفاجئ الألمان باحتساب الهدف ويتقدم الإنجليز بهدف ثالث، قبل أن يعزز أصحاب الأرض تقدمهم بهدف رابع في الدقيقة الأخيرة عن طريق هيلمت هالر، الذي سجل ثلاثة أهداف في هذه المباراة ليصبح اللاعب الأول والوحيد الذي يسجل “هاتريك” في نهائي كأس العالم؛ لتتوج إنجلترا في النهاية باللقب للمرة الأولى في تاريخها وهو أيضًا اللقب الوحيد التي حصدته في مسيرتها الكروية.
اقرأ أيضا: حكايات من المونديال.. كأس العالم 1954 .. ألمانيا تحقق اللقب الأول تحت عنوان المعجزة في بيرن