حواراتحوارات ومقالات

سارة مؤمن لتتويج: برنامج القادة الشباب جعل العالم في مكان أفضل، والرياضة تظل رمزاً للسلام والمودة بين الأمم

كتب:محمود صبري

ليس من اجتهد وعافر من أجل تحقيق حلمه، كمن وقف محلك سر يشكو زمانه ويتحسر على ليلاه دون تحقيق أي إنجاز يذكر، ولأنها أنيقة مُعتدٌة بنفسها، حققت في مقتبل سنوات عمرها ما لم يحققه غيرها، حققت هدفها المرجو بانضمامها لبرنامج القادة الشباب في اللجنة الأولمبية الدولية مؤخراً، وهو ما دفعتتويج نيوزلإجراء حوار معها.

إنها سارة مؤمن عبد السميع صاحبت الـ28 عاماً ، خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة، والحاصلة على ماجستير في تخصص إدارة الرياضة العالمية، إضافة لتدرجها في العديد من المناصب الهامة كتواجدها ضمن طاقم منظمي العديد من البطولات الدولية الكبري، وصولاً بمركزها الحالي في برنامج القادة الشباب، كما أنها واحدة من أبرز لاعبات الكرة الطائرة مع النادي الأهلي في الفترة من 2011 وحتى2016، حققت خلالها العديد من البطولات بمختلف المنافسات المحلية منها والقارية.

وإلى نص الحوار.

………….

بداية.. ما هو شعورك بعد اختيارك رفقة 24 قائدًا شابًا من مختلف دول العالم من قبل اللجنة الأولمبية الدولية للانضمام إلى برنامجهم الخاص بالقادة الشباب والذي يمتد لأربع سنوات، وكيف وقع عليك الاختيار بالانضمام للبرنامج من بين مئات الشباب؟

بالطبع شعور لا يوصف، الانضمام لهذا البرنامج كان حلماً وتحقق، كنت منتظرة لقرار القبول في البرنامج الأولمبي بفارغ الصبر، كنت أتصفح بريدي الإلكتروني يومياً أملا في رؤية رسالة القبول، ولكن رسالة القبول تأخرت كثيرا، شعرت حينها حقا بحالة من فقدان الأمل والإحباط، قلبي كان يدق بعبارات موفدها أبعد كل هذا العمل الشاق والسهر المتواصل ليلا بنهار والأحلام الوردية التي رسمتها يضيع كل هذا بسهولة وكأن  شيئاً لم يكن!. ولكن هذه الحالة من الاضطراب لم تستمر طويلا، حيث جاء قرار قبولي في البرنامج بعدما كنت قد استسلمت للأمر الواقع، وقتها، عشت فترة من متزامنة«اضطراب ما بعد الفرحة»، فشتان الفارق بين لحظة حزن وانكسار ولحظة فرحة وانتصار، ها قد تحقق حلمي الآن، ما كنت أسعي من أجله منذ سنوات من العمل المتقن والجهد الكبير في مجال الإدارة الرياضية قد أنبت أخيراً بثماره.

أما عن كيف وقع  الاختيار؛ فلأنني أنجزت المشاريع الخاصة بالالتحاق بهذا البرنامج الاجتماعي الرياضي الفريد من نوعه على أكمل وجه،فالأمر كما قلت لم يكن ميسورًا أبداً كما يعتقد الكثيرون، فالعمل داخل هيئة بحجم ومكانة اللجنة الأولمبية، التي تعد أهم منظمة رياضية في يومنا هذا، هو بالأمر الصعب جدًا على أي شخص تحقيقه إلا من خلال خطط ممنهجة بشكل سليم وفعال، حقا سعيدة وبشدة لكوني أصبحت جزءاً من هذا الكيان العالمي رفقة 24 قائدًا شابًا من مختلف دول العالم.

حدثينا أكثر عن هذا البرنامج، وما الهدف منه بالنسبة لجيل الشباب؟

برنامج القادة الشباب يهدف إلى تمكين الشباب المساهمة في التنمية المستدامة في مجتمعاتهم والتركيز على الرياضة في مجتمعاتهم المحلية، من خلال العمل على مشاريع خاصة تخدم الرياضة بصورة واضحة .

وتشير إلى أن أهم أهداف البرنامج هى زيادة التقريب بين البشر حول مختلف دول العالم وعدم ترك أحد متخلفاً عن الركْب، عن طريق المناسبات الرياضية الضخمة التي تقام حول العالم، وهذه المناسبات والمحافل الدولية الضخمة تساعد الرياضة على تحقيق أهدافها فيما يتعلق ببلوغ الأهداف.

إن برنامج القادة الشباب 2023-2026 هو فرصة فريدة لتحرّك عالمي من أجل التنمية على نطاق العالم، بما في ذلك في ميدان تسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام،فهيا بنا نعمللجعل العالم في مكان أفضل من خلال الرياضة التي ستظل دائماً  وأبدًا رمزًا للسلام والمودة بين الأمم.

ومن أهم أدوار البرنامج لتغيير العالم من خلال الرياضة أيضاً هو التشجيع على التسامح والاحترام والمساهمة في تمكين المرأة والشباب والأفراد والمجتمعات في بلوغ أهدافهم المنشودة في مجالات الصحة والتعليم والاندماج الاجتماعي.

••سارة مؤمن عبد السميع هي مثال للمرأة الحديدية رحلة طويلة من الصولات والجولات بمختلف المهن.. فما هي أهم الإنجازات المهنية فيحياتك، وهل لحصولك على درجة الماجستير في إدارة الرياضة العالمية ودبلومة في الإدارة الرياضية دور في اختيارك ضمن برنامج القادةالشباب؟

من أهم إنجازاتي المهنية التي قمت بها وكان لها الفضل الأكبر في مركزي الحالي داخل اللجنة الأولمبية، هي خبرتي الطويلة مع الرياضة،خبرة تكونت نتيجة لمسيرتي الطويلة مع الرياضة كلاعبة كرة طائرة بالنادي الأهلي،  وكإدارية وخبيرة في مجال الإدارة الرياضية والتسويقالرياضي، حققت فيها الكثير من الإنجازات.

••هل لحصولك على درجة الماجستير في الإدارة الرياضية، ودبلومة الإدارة الرياضية، دور في هذا الاختيار؟

من المؤكد الإجابة هي نعم. وبالتطرق مع قصة الصعود فالأمر بدأ عندما قررت أن أتطرق لمجال الإدارة الرياضية وفكرت في عمل دبلومة وسرعان ما حصلت على قبول من جامعة لايبزج الألمانية لإتمام الدبلومة هناك، ولم تمض خمسة أشهر حتى انتهيت منها، حقا كانت تجربة مفيدة لأبعد مدى رسخت في داخلي مفاهيم جذابة قادتني نحو سلم النجاح في هذا المجال، ومن ثم انتهت مدة إقامتي في ألمانيا وعدت إلى مصر وعملت في الاتحاد الإفريقي للكرة الطائرة لعدة أشهر، حتى قررت تحضير رسالة الماجستير، وسافرت إلى كوريا الجنوبية وحصلت على ماجستير في إدارة الرياضة العالمية من هناك من جامعة سيول، وأقمت هناك سنتين وزادت خبرتي في مجال الإدارة شيئاً فشيء إلى أن أصبحت خبيرة في المجال.

••بعد أن تعرفنا على مسيرتك المهنية كمسئولة تنظيم للعديد من المناسبات الرياضية وخبيرة في مجالي الإدارة والتسويق الرياضي الآن جاء الدور لتحدثينا في إيجاز عن مسيرتك كلاعبة مع فريق طائرة الأهلي وماذا عن أهم الإنجازات التي حققتيها مع الفريق الأحمر؟

كنت لاعبة سابقة بالنادي الأهلي خلال أعوام 2011 وحتى 2016، حققت من خلالها لقب الدوري المصري إضافة لحصولي على بطولة إفريقيا للأندية عام 2015، كانت فترة مضيئة في حياتي فاللعب داخل كيان كبير بحجم وقيمة النادي الأهلي كان شرفًا كبيرًا بالنسبة لي ومصدرًا للفخر.

••ماذا تعملين في الوقت الحالي بجانب عملك في برنامج القادة الشباب، وما هي أهم طموحاتك المهنية خلال الفترة المقبلة؟

أعمل حاليا كمسئولة تسويق رياضي في نادي بورتو سبورت، وطموحاتي خلال الفترة المقبلة هي إفادة الجهات التي أعمل بها بخبرتي المهنية المتواضعة.

••كيف ترين مستقبل الرياضة في مصر، وهل الدولة المصرية تسير على خطة ممنهجة لتشجيع الشباب على الرياضة؟

الرياضة المصرية تحت قيادة الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة تسير على خطى ثابتة ومنظمة نحو خطط التنمية، فمصر تأتيأولاً ثم يأتي العالم، الدولة المصرية في السنوات الأخيرة قدمت نفسها كمضيف جيد للأحداث الرياضية من خلال تنظيم الكثير من البطولاتالرياضية المتنوعة، الجميع يري في الوقت الراهن كم النجاحات والانجازات التي تحققها الرياضة المصرية،  مصر تسير على طريق التنميةالصحيح، واستضافة مصر مستقبلا لمحافل عالمية ضخمة بحجم دورة الألعاب الأولمبية ليس بالأمر المستحيل.

••ما هي نصيحتك للشباب الصاعد وخاصة للفتيات الذين يتمنون أن يصبحن في مثل مركزك الحالي مستقبلا ؟

الثقة بالقدرة على تحقيق الأمور مهما كانت درجة صعوبتها هي رمانة الميزان التي يتحقق من خلالها النجاح، وأحذر أن تكون أهدافك مجردأمنيات أو رغبات، الأمنيات لا تتحقق إلا بالجهد والمثابرة، لا شيء صعب بالإخلاص والعمل المتقن، توكل على الله في كل وقت وأبدأ فيطريق رحلتك نحو هدفك المنشود وحذاري أن تقف في نصف الطريق، فالحياة عبارة عن مخاطرة فإن لم تخاطر لأجل تحقيق حلمك فبأيشيء ستخاطر!.

وفي نهاية حوارنا معها، فلابد أن نشيد بها كنموذج واقعي يقتدي به وينظر إليه نظرة المخلص لعمله، رحلةٌ طويلة من العمل من أجلِ الإبداع،دفعت بها بأن تتواجد في مكانة مرموقة داخل كبرى برامج اللجنة الأولمبية، إنجاز مهني وصفته لنا «بحبة الكريز التي زينت مسيرتها المهنية مع الرياضة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى