أولمبياد طوكيو 2020العاب فرديةىرئيسية

ساندا ألداس .. لاجئة .. أم لثلاثة أطفال .. واليوم حققت حلمها بالمشاركة فى الأولمبياد

 

بعد نجاتها من حرب في سوريا ..وصنع حياة جديدة في هولندا.. الآن ظهرت لأول مرة في الأولمبياد رغم كل الصعاب.
هذه هى حياة ساندا ألداس التى تبلغ من العمر 31 عاما أم لثلاثة أطفال، و لاجئة من الحرب الأهلية السورية، وهي الآن أولمبية أيضا رسميًا.
ظهرت ألداس لأول مرة في المنزل الروحي للجودو ، في طوكيو 2020 اليوم الاثنين (26 يوليو) لإكمال رحلة ملحمية منذ فرارها من سوريا إلى هولندا قبل ست سنوات.
جاءت مباراتها الأولمبية الأولى ضد الصربية ماريكا بيريسيتش المقاتلة البارعة التي تصغرها بـ10 سنوات.
وعلى الرغم من الجهد الباسل من ألداس ، الا ان البطلة الصربية انهت سريعا أول ظهور أولمبي لبطلة اللاجئين، ولكن مجرد الصعود إلى البساط الأولمبي لتمثيل ملايين اللاجئين في جميع أنحاء العالم يعد انتصارا في حد ذاته.

الأم التي جعلت ذلك يحدث

إن محاولة التوفيق بين التدريبات والإعداد للرياضة على المستوى الأولمبي وبين كونها أم، بالإضافة إلى مضاعفات الانتقال من الشرق الأوسط إلى أوروبا والحفاظ على ترتيب جميع الأوراق يبدو وكأنه عبء وعمل مستحيل بالنسبة لمعظم البشر العاديين.
لان معظمنا لم يضطر قط إلى الفرار من الحرب الأهلية وانتهى به المطاف في بلد مختلف بلغة مختلفة على بعد آلاف الكيلومترات من وطنه.
في عام 2015، هربت ألداس من دمشق تاركة زوجها فادي درويش، والذى يعد أيضا مدربها، مع ابنهما الصغير.
ولدى وصولها إلى هولندا، أحضرت إلى مخيم للاجئين حيث اضطرت إلى قضاء ستة أشهر بعيدا عن أسرتها.
وقال ألداس فى تصريحات سابقة العام الماضي: “لقد ملأ الركض والقيام ببعض التمارين وقتي وأبقاني أيضا في صحة عقلية جيدة .. كنت أعرف في نهاية المطاف أن عائلتى ستأتى و سنحظى بمكان جيد للعيش فيه. وهذا ماكان يجعلنى أهدأ قليلا”.
واكدت : “لو جلست دون أن أفعل شيئا لكنت جننت”.
وفي نهاية المطاف، تم لم شمل العائلة واستقروا في ألمير، على بعد 30 دقيقة بالسيارة من أمستردام. نمت الأسرة، مع طفلين ولدوا على الأراضي الهولندية.
وعلى الرغم من كل هذا، رفضت ألداس التخلي عن حلمها الأولمبي.

تحديات اللاجئين

واصلت التدريب للقتال، لتكون جزءا من الشيء الوحيد الذي أبقاها بصحة جيدة بدنيا وعقليا “الرياضة”.
يواجه الرياضيون اللاجئون تحديات كبيرة مع عمليات لجوء طويلة غالبا ما تتركهم في طي النسيان، وغير قادرين على المشاركة في المسابقات والتسجيل في أشياء مثل الدعم الحكومي والوصول إلى ملاعب التدريب.
من الصعب للغاية البقاء في قمة الرياضة في ظل هذه الظروف، لكنها وجدت مصدرا كبيرا للدعم عندما حصلت على منحة دراسية للرياضيين اللاجئين من اللجنة الأولمبية الدولية سمحت لها بمواصلة التدريب.
وفي الوقت نفسه، مر زوجها درويش بجميع المتطلبات اللغوية والفنية ليصبح مدربا رسميًا.
شاركت ألداس في بطولة العالم للجودو 2019 و2021 بالإضافة إلى بطولات الجودو الكبرى ضمن فريق اللاجئين.
وكانت فى قمة سعادتها عندما تم اختيارها كواحدة ضمن 29 عضوا للمشاركة في ألعاب طوكيو فى فريق اللاجئين.
وقالت :”لقد كنا نحلم بذلك لسنوات واليوم نحن نعيش حلمنا”.
وأضافت : “نشعر ان علينا مسؤولية كبيرة ،سنمثل رياضتنا (الجودو) ولكن ليس ذلك فقط بل سنمثل مجتمع اللاجئين بأكمله ، نحن فخورون جدا ونأمل أن يرغب ملايين اللاجئين في جميع أنحاء العالم في التغلب على الصعوبات التي يواجهونها بناء على ما حققناه”.
وأشارت انه قبل ان يتم اختيارها للعب فى الأولمبياد كان هدف بالنسبة لعائلتها حيث تقول ان اطفالها كانوا يقولون لها ” أمي عليكى ان تذهبي للأولمبياد “.
واكدت “إن المشاركة فى دورة الألعاب الأولمبية كان مجرد حلم منذ سنوات ولكن الان اليوم نعيش حلمنا، وهو مصدر إلهام لملايين ليتبعوا حلمهم أيضا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى