محمود نبيل وسيف أسامة.. قصة إعجازية في عالم تنس الطاولة المصرية

“من رحم المعاناة تولد المعجزات والأبطال” .. كثيرا ما تحدث مواقف في المجال الرياضي تؤكد إنه لا مكان للمستحيل بها، حيث يكفيك أن تؤدي ما عليك وتجتهد وستجد النتيجة التي سيتحدث عنها الجميع ويطلقون عليها إنجازا.

اختتمت منذ أيام قليلة فعاليات بطولة الجمهورية لتنس الطاولة للناشئين والناشئات تحت 12 و15 عاما والتي أقيمت على صالة هيئة قناة السويس بالإسماعيلية.

شهدت منافسات الناشئين تحت 15 عاما حدثا لا يتكرر كثيرا في مجال الرياضة المصرية، حيث ذهب “سيف أسامة” لاعب نادي الأولمبي السكندري وغير المصنف، للمشاركة في البطولة ولكن نظرا للإمكانات المحدودة لم يسافر معه مدرب لقيادته في المباريات، فقط والدته هي من تواجدت معه.

وبحثت الأم عن مدرب يساعد ابنها في عدد المباريات القليل التي سيخوضها نظرا لأنه سيواجه أبطالا مصنفين، ووجدت ضالتها في “محمود نبيل” المدرب الذي وافق على قيادة “سيف” في البطولة ونجح معه في الحصول على المركز الأول في حدث نادر لا يتكرر كثيرا.

وقال البطل الذهبي “سيف أسامة” في تصريحات خاصة لموقع “تتويج نيوز” عن هذه الواقعة “بدأت ممارسة اللعبة منذ الصغر بسبب والدي الذي كان يمارس تنس الطاولة على سبيل الهواية، وكنت أمارسها في جمعية الشبان المسلمين بالإسكندرية قبل الانتقال للنادي الأولمبي”.

و أكمل “هناك تدربت على يد كابتن أحمد عبد الحميد الذي رفع من مستواي وكنت أذهب التمرين فترتين يوميا خاصة في أيام الأجازة الصيفية، تعبت كثيرا وعملت على معالجة أخطائي لكني بالتأكيد لم أتوقع فوزي بالمركز الأول وأشكر الله كثيرا على هذه النتيجة”.

وأضاف “بالطبع وجود كابتن محمود نبيل معي خلال المباريات ساعدني كثيرا وكانت توجيهاته سببا في التتويج باللقب وأحلم بالحصول على بطولة إفربفيا”.

فيما قال صاحب الإنجاز المدرب “محمود نبيل” في تصريحات خاصة حول ما حدث”لم يكن لي أي سابق معرفة مع سيف وتقابلت معه للمرة الأولى قبل مباراة الدور 64 من بطولة الجمهورية، بعد خوضه مباراة دور ال128 بصفته لاعبا غير مصنف، وخلال المباراة قررت الاستمرار كمدرب له لأنه كان ينفذ تعليماتي كاملة وأيضا لمعرفتي إنه جاء للمشاركة على حسابه الشخصي دون أي دعم من أي جهة”.

وواصل “تمكن سيف من الوصول للدور ربع النهائي الذي يقام من مجموعتين، وبعد الفوز في المباراة الأولى للمجموعة أيقنت إنه من الممكن له أن يحصل على اللقب، خاصة وإنه بدأ في التفكير والحديث معي حول حلمه بالوصول لأبعد نقطة ممكنة بسبب الثقة التي زادت بشدة عنده، وتحمست بشدة بسبب هذه السمات الشخصية التي يملكها”.

وأضاف “لم يكن لدي أي مشكلة في الوقوف معه خلال المباريات لكن بالطبع هو يتدرب مع مدرب آخر في الإسكندرية وله دور فيما وصل له اللاعب، لأنني على يقين تام إنه يجب عليك مساعدة الآخرين حال قدرتك على ذلك لأنك ستجد من يقف معك وقت احتياجك لذلك”.

وأكمل “أنا حاليا أقوم بالتدريب بجانب ممارستى للعبة كلاعب في نادي جزيرة الورد بالمنصورة، تواجدت مع المنتخبات الوطنية منذ 2007 وحتى 2017 وكذلك مع النادي الأهلي لمدة 7 سنوات، واتمنى أن أعود من جديد للمنتخب الوطني، وبعد الاعتزال أكون في الجهاز الفني للفريق المصري”.

واختتم “أنصح سيف بمعالجة أخطائه لأنه رغم الفوز بالمركز الأول بالطبع توجد بعض الأشياء التي يجب معالجتها، وأن يزيد من ساعات تدريبه ليرتفع مستواه ويحافظ على ما وصل إليه، ما حدث في هذه الواقعة أمر لا يحدث كثيرا في عالم الرياضة”.